فَإِنَّ أبِيْ وَوَالِدَتِيْ وَعِرْضِيْ | لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ |
قوله تعالى: ﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ...﴾ الآية، سبب نزولها: ما أخرجه الطبراني بسند رجاله ثقات، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: هذه الآية نزلت في عائشة حين رماها المنافق بالبهتان والفرية، فبرأها الله تعالى من ذلك.
قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا...﴾ الآية، سبب نزولها: ما أخرجه الفريابي وابن جرير عن عدي بن ثابت، قال: جاءت امرأة من الأنصار ققالت: يا رسول الله، إني أكون في بيتي على الحال التي لا أحب أن يرائي عليها أحد لا والد ولا ولد، فيأتيني آت فيدخل علي وأنا على تلك الحال. فكيف أصنع؟ فنزلت: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ...﴾ الآية. فقال أبو بكر: يا رسول الله، أفرأيت الخانات والمساكن في طرق الشام، ليس فيها ساكن، فأنزل الله ﴿ليس عليكم جناح...﴾ الآية "القرطبي".
التفسير وأوجه القراءة
١١ - ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا﴾ واختلقوا ﴿بِالْإِفْكِ﴾؛ أي: بأشد الكذب وأبلغه، وتكلموا به. مأخوذ (٢) من الإفك وهو القلب؛ أي: الصرف؛ لأنه مأفوك عن وجهه وسننه. والمراد به ما أفك على عائشة - رضي الله عنها -، وذلك أن عائشة كانت تستحق الثناء بما كانت عليه من الأمانة والعفة والشرف، فمن رماها بالسوء.. قلب الأمر عن وجهه. ﴿عُصْبَةٌ﴾ خبر إن؛ أي: جماعة قليلة. ﴿مِنْكُمْ﴾ أيها المؤمنون، هم زيد بن رفاعة وحسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وعباد بن المطلب وحمنة بنت جحش وهي زوجة طلحة بن عبيد الله وعبد الله بن أبي بن سلول ومن ساعدهم؛ أي: إن الذين أتوا بالكذب في أمر عائشة، جماعة كائنة منكم في
(١) لباب النقول.
(٢) روح البيان.
(٢) روح البيان.