لعظم ذنوبهم. قال مقاتل: هذا خاص في عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق.
وفي "الشواكاني" وقد (١) اختلف في هذه الآية، هل هي خاصة أم عامة؟ فقال سعيد بن جبير: هي خاصة فيمن رمى عائشة - رضي الله عنها -. وقال مقاتل: هي خاصة بعبد الله بن أبي رأس المنافقين. وقال الضحاك والكلبي: هذه الآية هي في عائشة وسائر أزواج النبي - ﷺ - دون سائر المؤمنون والمؤمنات، فمن قذف إحدى أزواج النبي - ﷺ -، فهو من أهل هذه الآية.
قال الضحاك: ومن أحكام هذه الآية: أنه لا توبة لمن رمى إحدى أزواجه - ﷺ -. ومن قذف غيرهن.. فقد جعل الله له التوبة، كما تقدم في قوله: ﴿إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا﴾ وقيل: إن هذه الآية خاصة بمن أصر على القذف، ولم يتب. وقيل: إنها تعم كل قاذف ومقذوف من المحصنات والمحصنين. واختاره الناس. وهو الموافق لما قرره أهل الأصول، من أن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. وقيل: إنها خاصة بمشركي مكة؛ لأنهم كانوا يقولون للمرأة إذا خرجت مهاجرة إنما خرجت لتفجر. قال أهل العلم: إن كان المراد بهذه الآية المؤمنين من القذفة.. فالمراد باللعنة الإبعاد وضرب الحد وهجر سائر المؤمنين لهم وزوالهم عن رتبة العدالة والبعد عن الثناء الحسن على ألسنة المؤمنين. وإن كان المراد من قذف عائشة خاصة، كانت هذه الأمور في جانب عبد الله بن أبي رأس المنافقين. وإن كان في مشركي مكة فإنهم ملعونون.
وقيل المعنى (٢): ﴿لُعِنُوا﴾؛ أي: عذبوا ﴿فِي الدُّنْيَا﴾ بالحد وفي ﴿وَالْآخِرَةِ﴾ بالنار ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ هو عذاب الكفر.
والخلاصة: أي (٣) إن الذين يتهمون بالفاحشة العفيفات الغافلات عنها، المؤمنات بالله ورسوله يبعدون من رحمة الله في الدنيا والآخرة، ولهم في الآخرة عذاب عظيم جزاء ما اقترفوا من جناياتهم، فهم مصدر قالة السوء في المؤمنات،

(١) الشوكاني.
(٢) المراح.
(٣) المراغي.


الصفحة التالية
Icon