حتى يتعاون بالأخوان الصادقين. قيل لعيسى عليه السلام: يا روح الله من نجالس؟ فقال: من يزيدكم في علمه منطقه، ويذكركم الله رؤيته، ويرغبكم في الآخرة عمله.
اللهم بحق الفرقان اجعلنا مع الصادقين من الإخوان.
والحاصل: أن الله سبحانه وتعالى (١) بين ما بآلهتهم من النقائص من وجوه متعددة:
الأولى: أنها لا تخلق شيئًا. والإله يكون قادرًا على الخلق والإيجاد.
والثاني: أنها مخلوقة. والمخلوق محتاج. والإله يجب أن يكون غنيًا عن كل ما سواه.
والثالث: أنها لا تملك لنفسها ضرًا ولا نفعًا، فضلًا عن أن تملك ذلك لغيرها، ومن كان كذلك، فلا فائدة في عبادته وإجلاله وتعظيمه.
والرابع: أنها لا تقدر على التصرف في شيء ما، فلا تستطيع إماتة الأحياء ولا إحياء الموتى، وبعثهم من قبورهم. ومن كان كذلك، فكيف يسمى إلهًا، وتعطى له خصائص الآلهة، من الخضوع لعظمته والإخبات لجلاله.
وعلى الجملة (٢) فعبدة الأصنام قد تركوا عبادة الخالق، المالك لكل شيء، المتصرف فيه بقدرته وسلطانه. وعبدوا ما لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، وليس بعد هذا من حماقة، ولا يرضى بمثله، من له مسكنه من عقل، ولا أثارة من علم.
٤ - ولما فرغ الله سبحانه من بيان التوحيد، وتزييف مذاهب المشركين.. شرع في ذكر شبه منكري النبوة. فالشبهة الأولى: ما حكاه عنهم بقوله: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ من أهل مكة، كنضر بن الحارث وعبد الله بن أمية ونوفل بن خويلد ومن تابعهم ﴿إِنْ هَذَا﴾؛ أي: ما هذا القرآن ﴿إِلَّا إِفْكٌ﴾؛ أي (٣): كذب مصروف

(١) المراغي.
(٢) المراغي.
(٣) روح البيان.


الصفحة التالية
Icon