وأخرج البيهقي من حديث أنس، عن النبي - ﷺ -، أنه قال: "لما خلق الله الجنة، قال لها: تكلمي، فقالت: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١)﴾ ". وأخرجه أيضًا ابن أبى عدي، والحاكم، وأخرج الطبراني في السنة وابن مردويه، من حديث ابن عباس مثله.
وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" (١)، والنسائي وابن المنذر، والحاكم، وصححه وابن مردويه، والبيهقي في "الدلائل"، عن يزيد بن بابنوس، قال: قلنا لعائشة: كيف كان خلق رسول الله - ﷺ -؟ قالت: كان خلقه القرآن، ثم قالت: تقرأ سورة المؤمنون؟ إقرأ ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١)﴾ حتى بلغ العشر، فقالت: هكذا كان خلق رسول الله - ﷺ -.
وروي: أن أولها وآخرها من كنوز الجنة، من عمل بثلاث آيات من أولها واتعظ بأربع من آخرها، فقد نجا وأفلح.
الناسخ والمنسوخ: قال أبو عبد الله محمد بن حزم رحمه الله تعالى (٢): في سورة المؤمنون آيتان منسوختان:
إحداهما: قوله تعالى: ﴿فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (٥٤)﴾ الآية (٥٤) نسخت بآية السيف.
الآية الثانية: قوله تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ﴾ الآية (٩٧) نسخت بآية السيف أيضًا.
المناسبة: مناسبة هذه السورة لما قبلها من وجوه (٣):
١ - أنه تعالى ختم السورة السابقة بخطاب المؤمنين، وأمرهم بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وفعل الخيرات، لعلهم يفلحون، وحقق فلاحهم في بدء هذه السورة (٢).
(٢) ابن حزم.
(٣) المراغي.