بتخفيف الظَّاء على حذف إحدى التاءين، والأصل: تتظاهرون على حدِّ قول ابن مالك في "الخلاصة" في باب الإدغام:
وَمَا بِتَاءَيْنِ ابْتُدِى قدْ يُقْتَصَرْ | فِيهِ عَلَى تَا كَـ (تَبَيَّنُ) العِبَرْ |
الأصل: تتبيَّنُ العبر، ولم يكن هناك سبيلٌ إلى الإدغام لاستدعائه همزة الوصل، وهمزة الوصل لا تدخل على المضارع، ومذهب سيبويه، والجمهور: أنَّ المحذوفة الأخيرة؛ لأنَّ الثقل وقع بها؛ ولعدم دلالتها على معنى المضارعة، ومذهب الكوفيين: أنَّ المحذوفة الأولى، ولا طائل تحت هذا الخلاف. وقرىء:
﴿تَظَّاهَرُون﴾ بالتشديد، ووُجِّه ذلك أنَّ التاء الثانية أبدلت ظاءً وأدغمت في الظاء، وكذلك ما سيأتي في سورة التحريم من قوله:
﴿وإن تظاهرا عليه﴾ ﴿تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ وصلة الفعل محذوفةٌ، والمعنى: تظاهرون بحلفائكم من العرب حال كونكم مُلْتَبسين بالإثم والعدوان. اهـ. شيخنا. والإثم في الأصل: الذَّنْبُ، وجمعه آثام، ويطلق على الفعل الذي يستحقُّ به صاحبه الذم واللَّوْم، وقيل: هو ما تنفر منه النفس، ولا يطمئن إليه القلب، فالإثم في الآية يحتمل أن يكون مرادًا به ما ذكرتُ من هذه المعاني، ويحتمل أن يتجوَّز به عمّا يوجب الإثم إقامة للسبب مقام المسبب، والعدوان: التجاوز في الظلم وهو مصدرٌ، كالغفران، والكفران، والمشهور: ضمُّ فائه، وفيه لغةٌ بالكسر. اهـ. "سمين".
﴿أُسَارَى﴾ وفي "المصباح": أنَّ كُلًّا من أسرى، وأُسارى جمع أسير، وفي "السمين": يحتمل أنَّ أُسارى جمع أسرى، وأسرى جمع أسير. اهـ. وفي "البحر": الأسرى: جمع أسير، وفعلى مقيسٌ في فعيلٍ بمعنى: مُمْسَكٍ، أو مُوجَعٍ، كقتيلٍ، وجريحٍ، وأمّا الأُسارى فقيل: جمع أسير، وسمع الأَسارى بفتح الهمزة، وليست بالعالية، وقيل أُسارى: جمع أسرى، فيكون جمع الجمع، قاله المفضَّلُ. وقال أبو عمرو بن العلاء: الأسرى من في اليد، والأسارى من في الوِثاقِ، والأسير هو المأخوذ على سبيل القهر والغلبة
﴿تُفَادُوهُمْ﴾؛ أي: تنقذوهم. من الأسر بالمال، وفي "المختار": فاداه، وفداه: أعطى فداءه من المال، أو الرجال، فأنقذه. اهـ. وفي "البحر" الفداء بالكسر فيُمدُّ، كما قال النابغة: