من الفعل المغيّر، ونائب فاعله في محل النصب حال من الواو في ﴿قَالُوا﴾، ولكن بتقدير قد لتقرب الماضي إلى الحال، والتقدير: قالوا سمعنا وعصينا حاله كونهم مشْرَبين في قلوبهم حُبَّ عبادة العجل، ويجوز أن تكون الجملة معطوفة على ﴿قَالُوا﴾ على كونها مستأنفة لا محلَّ لها من الإعراب ﴿بِكُفْرِهِمْ﴾ جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بأُشربوا، والباء فيه سببية، ويجوز أن يكون حالًا من الحبّ المحذوف؛ أي: حال كون ذلك الحبّ مختلطًا بكفرهم، كما ذكَره العكبري ﴿قُلْ﴾ فعل أمر وفاعل مستتر، والجملة مستأنفة ﴿بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ...﴾ إلى آخر الآية، مقول محكي لقل منصوب بفتحة مقدّرة، وإن شئت قلت: ﴿بئس﴾ فعل ماض جامد من أفعال الذمّ مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا؛ لشبهه بالمثل، تقديره: هو يعود على الشيء المبهم ﴿مَا﴾ نكرة موصوفة بمعنى شيء في محل النصب تمييز لفاعل ﴿بئس﴾. ﴿يَأْمُرُكُمْ﴾ فعل ومفعول به ﴿بِهِ﴾ جار ومجرور متعلق بيأمركم ﴿إِيمَانُكُمْ﴾ فاعل ومضاف إليه، والجملة في محل النصب صفة لما، ولكنها صفة سببية، والرابط ضمير ﴿بِهِ﴾ وجملة ﴿بئس﴾ في محل الرفع خبر لمبتدأ محذوف يسمى المخصوص بالذمّ، تقديره: عبادة العجل، والجملة الاسمية في محل النصب مقول ﴿قُلْ﴾. ﴿إِنْ﴾ حرف شرط جازم ﴿كُنْتُمْ﴾ فعل ناقص واسمه، في محل الجزم بإنْ على كونه فعل شرط لها ﴿مُؤْمِنِينَ﴾ خبر كان منصوب بالياء، وجواب الشرط معلوم مما قبله، تقديره: إن كنتم مؤمنين بالتوراة، فلم عبدتم العجل، والمعنى: لو كنتم مؤمنين ما عبدتموه.
﴿قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾.
﴿قُلْ﴾ فعل أمر وفاعل مستتر يعود على محمد - ﷺ -، والجملة مستأنفة ﴿إِنْ﴾ حرف شرط جازم ﴿كَانَتْ﴾ فعل ماض ناقص في محل الجزم بإن الشرطية، والتاء علامة تأنيث اسمها ﴿لَكُمُ﴾ جار ومجرور خبر لكان، مقدّم على اسمها ﴿الدَّارُ﴾ اسمها مؤخّر، ﴿الْآخِرَةُ﴾ صفة للدار ﴿عِنْدَ اللَّهِ﴾ ظرف مكان ومضاف إليه، متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر، والتقدير: إن كانت الدار الآخرة كائنة


الصفحة التالية
Icon