بالواو وفاعل، والجملة صلة لما الموصولة، والعائد محذوف، تقديره: ما تتلوه الشياطين ﴿عَلَى﴾ حرف جرّ بمعنى: في ﴿مُلْكِ﴾ مجرور بعلى ﴿سُلَيْمَانَ﴾ مضاف إليه مجرور بالفتحة للعلمية والعجمة، وزيادةُ الألف والنون موقوفةٌ على معرفة الاشتقاق، الجار والمجرور متعلق بتتلوا ﴿وَمَا﴾ الواو استئنافية، أو اعتراضية ﴿مَا﴾ نافية ﴿كَفَرَ سُلَيْمَانُ﴾ فعل وفاعل، والجملة مستأنفة، أو اعتراضية لا محل لها من الإعراب؛ لاعتراضها بين المعطوف الذي هو قوله: وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ وبين المعطوف عليه الذي هو قوله: ﴿مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ﴾ إن قلنا: إنّ ﴿ما أنزل على الملكين﴾ معطوف على ﴿تَتْلُو﴾. ﴿وَلَكِنَّ﴾ الواو عاطفة ﴿لَكِنِ﴾ حرف نصب واستدراك ﴿الشَّيَاطِينَ﴾ اسمها منصوب بالفتحة؛ لأنّه جمع تكسير، وجملة ﴿كَفَرُوا﴾ في محل الرفع خبر لَكِنِ وجملة لَكِنِ معطوفة على جملة قوله: وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ على كونها مستأنفة، أو معترضة ﴿يُعَلِّمُونَ﴾ فعل وفاعل ﴿النَّاسَ﴾ مفعول أوّل ﴿السِّحْرَ﴾ مفعول ثانٍ، والجملة الفعلية في محل النصب حال من الشَّيْاطِينَ، أو من فاعل كَفَرُوا أو خبر ثان لـ ﴿لكن﴾.
وفي "الفتوحات": واختلفوا في هذه الجملة على خمسة أقوال:
أحدها: أنّها حال من فاعل ﴿كَفَرُوا﴾؛ أي: كفروا معلمين الناس.
الثاني: أنّها حال من ﴿الشَّيَاطِينَ﴾ وردّه أبو البقاء بأن ﴿لَكِنِ﴾ لا تعمل في الحال، وليس بشيء، فإنّ ﴿لَكِنِ﴾ فيها رائحة الفعل.
الثالث: أنها في محل الرفع على أنّها خبر ثان للشياطين.
الرابع: أنها بدل من ﴿كفروا﴾ أبدل الفعل من الفعل.
الخامس: أنّها استئنافية أخبر عنهم بذلك.
هذا إذا أعدنا الضمير من ﴿يُعَلِّمُونَ﴾ على ﴿الشَّيَاطِينَ﴾، أما إذا أعدناه على الذين اتبعوا ما تتلو الشياطين، فتكون حالًا من فاعل اتبعوا، أو استئنافية فقط. انتهى. ﴿وَمَا﴾ الواو عاطفة ﴿مَا﴾ اسم موصول في محل النصب معطوفة على


الصفحة التالية
Icon