والسجود بمثابة كلمة واحدة؛ لأنّ الركوع والسجود ركنان متّصلان، أسقط حرف العطف من بينهما، ونزّلهما منزلة الكلمة الواحدة، ولو عطف السجود بالواو، ولأوهم أنهما عبادتان منفصلتان.
﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾.
﴿وَإِذْ﴾ الواو عاطفة ﴿إذ﴾ ظرف لما مضى من الزمان متعلق بمحذوف، تقديره: واذكر يا محمد! قصة ﴿إذ قال إبراهيم﴾، والجملة المحذوفة معطوفة على جملة ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾. ﴿قَالَ إِبْرَاهِيمُ﴾ فعل وفاعل، والجملة في محل البحر مضاف إليه لإذ ﴿رَبِّ اجْعَلْ﴾ إلى قوله: ﴿قَالَ﴾ مقول محكي لقال إبراهيم، وإن شئت قلت: ﴿رَبِّ﴾ منادى مضاف حذف منه حرف النداء، وجملة النداء في محل النصب مقول ﴿قَالَ﴾. ﴿اجْعَلْ﴾ فعل دعاء سلوكًا مسلك الأدب مع الباري سبحانه، وفاعله ضمير يعود على الله ﴿هَذَا﴾ اسم إشارة في محل النصب مفعول أوّل لاجْعل ﴿بَلَدًا﴾ مفعول ثان ﴿آمِنًا﴾ صفة لبلدًا، والجملة الفعلية في محل النصب مقول ﴿قَالَ﴾ على كونها جواب النداء ﴿وَارْزُقْ أَهْلَهُ﴾ فعل دعاء وفاعل مستتر يعود على الله، ومفعول به معطوف على ﴿اجْعَلْ﴾. ﴿مِنَ الثَّمَرَاتِ﴾ متعلق بارزق ﴿مَن﴾ اسم موصول في محل النصب بدل من ﴿أَهْلَهُ﴾ بدل بعض من كل، والرابط ضمير ﴿مِنْهُمْ﴾ ﴿آمَنَ﴾ فعل ماض وفاعل مستتر يعود على ﴿مَنْ﴾ والجملة صلة ﴿مَنْ﴾ الموصولة ﴿مِنْهُمْ﴾ متعلق بمحذوف حال من فاعل ﴿آمَنَ﴾. ﴿بِاللَّهِ﴾ متعلق بآمن ﴿وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ معطوف على لفظ الجلالة ﴿قَالَ﴾ فعل ماض وفاعل مستتر يعود على الله، والجملة مستأنفة ﴿وَمَنْ كَفَرَ...﴾ إلى آخر الآية مقول محكي لقال، وإن شئت قلت: ﴿وَمَن﴾ الواو استئنافية، أو عاطفة عطفًا تلقينيًّا على محذوف، تقديره: من آمن أرزقه من الثمرات، ومن كفر أمتعه قليلًا، والجملة المحذوفة مع ما عطف عليها في محل النصب مقول ﴿قَالَ﴾. ﴿مَنْ﴾ اسم موصول، أو اسم شرط في محل الرفع مبتدأ ﴿كَفَرَ﴾ فعل ماض وفاعل مستتر يعود على ﴿مَنْ﴾ في محل الجزم بمن الشرطية على كونه فعل شرط لها، إن قلنا:


الصفحة التالية
Icon