﴿صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (١٣٨)﴾.
﴿صِبْغَةَ اللَّهِ﴾ مصدر مؤكّد لفعله المحذوف، منصوب على المفعولية المطلقة، تقديره: صبغنا الله صبغته، والجملة معطوفة في المعنى على جملة ﴿آمَنَّا﴾ داخلةٌ تحت حكم الأمر في قوله: ﴿قُولُوا آمَنَّا﴾؛ أي: قولوا آمنَّا بالله، وصبغنا الله صبغته، وهذا أحسن الأوجه في إعرابه كما مرّ، وقيل: منصوبٌ على الإغراء؛ أي: الزموا صبغة الله ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ﴾ الواو استئنافية ﴿مَنْ﴾ اسم استفهام في محل الرفع مبتدأ ﴿أَحْسَنُ﴾ خبره والجملة مستأنفة ﴿مِنَ اللَّهِ﴾ جار ومجرور متعلق بأحسن ﴿صِبْغَةً﴾ تمييزٌ محوَّل عن المبتدأ، منصوب باسم التفضيل، والأصل: ومن صبغته أحسن من صبغة الله؛ أي: لا أحسن منها ﴿وَنَحْنُ﴾ الواو استئنافية، أو عاطفة ﴿نحن﴾ مبتدأ ﴿لَهُ﴾ متعلق بـ ﴿عَابِدُونَ﴾، وهو خبر المبتدأ، والجملة مستأنفة، أو معطوفة على ﴿آمنّا﴾ فهو داخلٌ معه تحت الأمر؛ أي: وقولوا نحن... الخ. وقوله: ﴿صِبْغَةَ اللَّهِ﴾ معترض بين المعطوف والمعطوف عليه. انتهى. "أبو السعود".
﴿قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (١٣٩)﴾.
﴿قُلْ﴾ فعل أمر وفاعل مستتر يعود على محمد - ﷺ -، والجملة مستأنفة ﴿أَتُحَاجُّونَنَا﴾ إلى آخر الآية: مقول محكي، وإن شئت قلت: الهمزة للاستفهام الإنكاري ﴿تحاجُّوننا﴾ فعل وفاعل ومفعول به مرفوع بثبات النون، والجملة في محل النصب مقول ﴿قُلْ﴾ ﴿فِي اللَّهِ﴾ جار ومجرور متعلق بتحاجون ﴿وَهُوَ﴾ الواو حالية ﴿هو﴾ مبتدأ ﴿رَبُّنَا﴾ خبر ومضاف إليه ﴿وَرَبُّكُمْ﴾ معطوف على ﴿رَبُّنَا﴾، والجملة في محل النصب حالٌ من الواو في ﴿أَتُحَاجُّونَنَا﴾، وكذا قالوا، أو من ضمير المفعول، أو من الجلالة ﴿وَلَنَا﴾ الواو حالية ﴿لنا﴾ خبر مقدّم ﴿أَعْمَالُنَا﴾ مبتدأ مؤخّر، والجملة في محل النصب حال من ضمير المفعول في ﴿أَتُحَاجُّونَنَا﴾ ﴿وَلَكُمْ﴾ الواو عاطفة ﴿لكم﴾ خبر مقدّم، ﴿أَعْمَالُكُمْ﴾ مبتدأ مؤخّر، والجملة في محل النصب معطوفة على جملة قوله: ﴿لنا أعمالنا﴾ ﴿وَنَحْنُ﴾ الواو حالية ﴿نحن﴾ مبتدأ ﴿لَهُ﴾ متعلق بمخلصون ﴿مُخْلِصُونَ﴾ خبر المبتدأ، والجملة في محل