ونقْضٍ، وإيجابٍ له، سواءٌ دخله استفهامٌ أم لا، فتكون إيجابًا له، نحو: قول القائل: ما قام زيد؟ فتقول: بلى؛ أي: قد قام، وقوله: أليس زيد قائمًا؟ فتقول: بلى؛ أي: هو قائم، قال تعالى: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ ويُروى عن ابن عباس: (أنّهم لو قالوا: نعم لكفروا). اهـ. "سمين". ومما وقعت فيه جوابًا للاستفهام، قول الجَحَّاف بن حكيم:
بَلَى سَوْفَ نُبْكِيْهِمْ بِكُلِّ مُهَنَّدِ | وَنُبْكِي نُمَيْرًا بالرِّمَاحِ الخَواطِرِ |
ألا فَاسْأَل الجَحَّافَ هَلْ هُوَ ثَائِرٌ | بِقَتْلَى أُصِيْبَتْ مِنْ نُميْر بنِ عَامِرِ |
وأمَّا حَسَنٌ بفتحتين على قراءة حمزة والكسائي، فهو صفة مشبَّهة لا مصدرٌ، كما فهم من عبارة "القاموس"، فسقط ما للكرخي هنا.
﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ أصله: أَقْوِمُوا بوزن أَفْعِلُوا، نقلت حركة الواو إلى القاف، فسكنت إثر كسرة، فقلبت ياءً حرف مدّ ﴿وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ آتوا أصله: أَأْتِيوا، أمرٌ من آتى الرباعيّ، حذفت منه نون الرفع لبناء الأمر، ثُمَّ أبدلت الهمزة الثانية الساكنة حرف مدّ مجانسًا لحركة الأولى، ثُمَّ استثقلت الضمة على الياء،