بِكُمْ}، أو الفاء فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره: إذا عرفتم أنه لا يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم، وأردتم بيان حالكم ومآل أمركم.. فأقول لكم: ﴿قد كذبتم فسوف يكون لزامًا﴾، وجملة إذا المقدرة في محل النصب مقول ﴿قُلْ﴾. ﴿فَسَوْفَ﴾: ﴿الفاء﴾: عاطفة، ﴿سوف﴾: حرف تنفيس. ﴿يَكُونُ﴾: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير يعود على العذاب. ﴿لِزَامًا﴾: خبر ﴿يَكُونُ﴾، وجملة ﴿يَكُونُ﴾ معطوفة على جملة ﴿كَذَّبْتُمْ﴾.
التصريف ومفردات اللغة
﴿ظَهِيرًا﴾ الظهير والمظاهر: المعاون، فهو يعاون الشيطان على ربه؛ أي: على رسوله وإطفاء نوره بالعداوة، أو المعنى: هينًا مهينًا، لا وقع له عند الله ولا قدر، من قولهم: ظهرت به إذا نبذته خلف ظهرك، فيكون كقوله: ﴿وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ﴾، اهـ "بيضاوي". ومنه قوله: ﴿وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا﴾؛ أي: هينًا. وقيل: إن المعنى: وكان الكافر على ربه الذي يعبده - وهو الصنم - قويًا غالبًا يعمل به ما يشاء؛ لأن الجماد لا قدرة له على دفع ولا نفع، ويجوز أن يكون الظهير جمعًا كقوله: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾ والمعنى: أن بعض الكفرة مظاهر لبعض على رسول الله - ﷺ -، أو على دينه. والمراد بالكافر الجنس، ولا ينافيه كون سبب النزول كافرًا معينًا كما قيل: إنه أبو جهل، اهـ "شوكاني".
﴿إِلَّا مُبَشِّرًا﴾: من التبشير، والتبشير: إخبار فيه سرور. ﴿وَنَذِيرًا﴾ والإنذار: إخبار فيه تخويف، واقتصر على صيغة المبالغة في الإنذار لتخصصه بالكافرين إذ الكلام فيهم، والإنذار الكامل لهم، ولو قيل: إن المبالغة باعتبار الكم لشموله للعصاة جاز، اهـ "شهاب" باختصار.
﴿مِنْ أَجْرٍ﴾ والأجر: ما يعود من ثواب العمل دنيويًا كان أو أخرويًا. ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ﴾؛ أي: نزهه عن صفات النقصان مثنيًا عليه بأوصاف الكمال، طالبًا لمزيد الإنعام بالشكر على سوابغه، اهـ "بيضاوي".


الصفحة التالية
Icon