ومحله الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف إن كان اسمًا للسورة كما ذهب إليه الأكثر، أو على أنه مبتدأ خبره محذوف، ويجوز أن يكون في محل نصب بتقدير: اذكر، أو اقرأ. وأما إن كان مسرودًا على نمط التعديد بطريق التحدي فلا محل له من الإعراب.
وقرأ الأعمش ويحيى بن وثاب وأبو بكر والمفضّل وحمزة والكسائي وخلف وأبان (١): ﴿طسم (١)﴾ و ﴿طس﴾ النمل بإمالة الطاء فيهما، وقرأ نافع وأبو جعفر وشيبة والزهري بين اللفطين، واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم، وقرأ الباقون بفتح الطاء مشبعًا، وقرأ المدنيون وأبو عمرو وعاصم والكسائي بإدغام النون من هجاء سين ﴿طسم (١)﴾ في الميم، وقرأ الأعمش وحمزة بإظهارها، قال الثعلبي: الإدغام اختيار أبي عبيد وأبي حاتم، قال النحاس: وحكى الزجاج في كتابه فيما يجري وما لا يجري: أنه يجوز أن يقال: ﴿طاسين ميم﴾ بفتح النون وضم الميم، كما يقال: هذا معدي كرب، وقرأ عيسى ويروى عن نافع بكسر الميم على البناء، وفي مصحف عبد الله بن مسعود: ﴿ط س م﴾ هكذا حروفًا مقطعة، فيوقف على كل حرف وقفة يتميز بها عن غيره، وكذلك قرأ أبو جعفر.
٢ - ﴿تِلْكَ﴾ مبتدأ، والإشارة به إلى السورة ﴿آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ خبر المبتدأ؛ أي (٢): هذه السورة التي نحن بصددها آيات القرآن الظاهر إعجازه، وصحة أنه كلام الله سبحانه، ولو لم يكن كذلك لقدروا على الإتيان بمثله، ولما عجزوا عن المعارضة، فهو من أبان بمعنى بان أو ظهر، أو المبين للأحكام الشرعية وما يتعلق بها؛ أي: هذه آيات القرآن البيّن الواضح الذي يفصل بين الحق والباطل، والغيّ والرشاد.
٣ - و ﴿لعل﴾ في قوله: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ﴾ للاستفهام (٣) الذى يراد به الإنكار؛
(٢) روح البيان.
(٣) المراغي.