وكان لا يتكلم أحد بشيء إلا حملته الريح حتى تلقيه إلى مسامع سليمان.
وقرأ الحسن (١) وطلحة بن مصرف ومعتمر بن سليمان وأبو سليمان التيمي وأبو مجلز وأبو رجاء وعاصم الجحدري: ﴿نمُلة﴾ - بضم الميم - على وزن سمرة، وعن سليمان التيمي ﴿نُمُلة﴾ ونمل بضم النون والميم فيهما، وقرأ شهر بن حوشب وأبي بن كعب وأبو المتوكل وعاصم الجحدري ﴿مسكنكم﴾ على الإفراد، وعن أبي ﴿دخلن مساكنكن لا يحطمنكم﴾ مخففة النون التي قبل الكاف.
وقرأ الحسن وأبو رجاء وقتادة وعيسى بن عُمر الهمداني الكوفي ونوح القاضي: ﴿لا يُحطمنكم﴾ بضم الياء وفتح الحاء وشد الطاء والنون، مضارع حطم المضعف. وقرأ (٢) أبي بن كعب وأبو رجاء: ﴿ليحطمنكم﴾ بغير ألف بعد اللام. وقرأ ابن مسعود ﴿لا يَحْطمكم﴾ بفتح الياء وسكون الحاء وتخفيف الطاء وسكون الميم وحذف النون.
وقرأ عمرو بن العاص وأبان ﴿يَحْطِمَنْكم﴾ بفتح الياء وسكون الحاء والنون ساكنة أيضًا والطاء خفيفة. وقرأ أبو المتوكل وأبو مجلز: ﴿لا يحطمنكم﴾: بفتح الياء وكسر الحاء وتشديد الطاء والنون جميعًا، أصله لا يحتطمنكم من الاحتطام. وقرأ ابن السميقع وابن يعمر وعاصم الجحدري: ﴿يحطمنكم﴾ بضم الياء وسكون الحاء وتخفيف الطاء وتشديد النون من الإحطام.
وفي "القرطبي" (٣): قال الثعلبي: كان للنملة جناحان، فصارت من الطير، فلذلك علم منطقها، ولولا ذلك لما علمه. قال أبو إسحاق الثعلبي: ورأيت في بعض الكتب أن سليمان قال لها: لم حذرت النمل، أخفت من ظلمي أم علمت أني نبي عدل، فلم قلت لا يحطمنكم سليمان وجنوده؟ فقالت النملة: أما سمعت قولي وهم لا يشعرون، مع أني لم أرد حطم النفوس، وإنما أردت حطم القلوب
(٢) زاد المسير.
(٣) القرطبي.