أجيب: بأن الصالح الكامل هو الذي لا يعصي الله سبحانه، ولا يفعل معصية، ولا يهم بها، وهذه درجة عالية. اهـ "خطيب".
وإصلاح الله تعالى (١) الإنسان يكون تارة بخلقه إياه صالحًا، وتارة بإزالة ما فيه من الفساد، والأول أعز وأندر.
٢٠ - ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ﴾ والتفقد: تطلب ما غاب عنك، وتعرف أحواله. والطير: اسم جنس لكل ما يطير، وكانت تصحبه في سفره، وتظله بأجنحتها؛ أي: تعرف سليمان أحوال الطير، وبحث عنها - فلم ير الهدهد فيما بينها، أي (٢): نزل سليمان منزلًا، واحتاج إلى الماء، فطلبوه فلم يجدوه، فطلب الهدهد ليدل على الماء؛ لأنه يعرف موضع الماء قربه وبعده، فينقر الأرض ثم تجيء الشياطين فيحفرونها ويستخرجون الماء في ساعة يسيرة. ﴿فَقَالَ﴾ سليمان ﴿مَا لِيَ﴾؛ أي: أي شيء ثبت لي حال كوني ﴿لَا أَرَى الْهُدْهُدَ﴾ وكان رئيس الهداهد، واسمه يعفور، وقيل: عنبر، كما أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن؛ أي: ما لي لا أراه، هل ذلك لساتر ستره عني، أو لشيء آخر؛ ثم ظهر له أنه غائب، فقال: ﴿أَمْ كَانَ﴾؛ أي الهدهد ﴿مِنَ الْغَائِبِينَ﴾ أي: من الذين غابوا عني، و ﴿أَمْ﴾ هي المنقطعة التي تقدر ببل وبالهمزة. أي (٣): بل أكان من الغائبين، كأنه لما لم يره ظن أنه حاضر، ولا يراه لساتر أو غيره، فقال: ما لي لا أراه، ثم احتاط فلاح له أنه غائب، فأضرب عن ذلك، وأخذ يقول: أهو غائب، كأنه يسأل عن صحة ما لاح له.
والصحيح (٤): أن ﴿أَمْ﴾ في هذا الموضع هي المنقطعة؛ لأن شرط المتصلة تقدم همزة الاستفهام، فلو تقدمها أداة الاستفهام غير الهمزة كانت أم منقطعة، وهنا تقدم عليها ﴿ما﴾ ففات شرط المتصلة.

(١) روح البيان.
(٢) المراح.
(٣) البيضاوي.
(٤) البحر المحيط الشوكاني وزاد المسير.
(٥) البحر المحيط الشوكاني وزاد المسير.


الصفحة التالية
Icon