الشرعي على صبي غير مكلف، والمراضع جمع مرضع - بضم الميم وكسر الضاد - وهي المرأة التي ترضع؛ أي: من شأنها الإرضاع، وإن لم تكن تباشر الإرضاع في حال وصفها به، فهي بدون التاء، لأنها من الصفات الثابتة، والمرضعة بالتاء هي التي في حالة إرضاع الولد بنفسها، ففي الحديث: "ليس للصبي خير من لبن أمه، أو ترضعه امرأة صالحة كريمة الأصل، فان لبن المرأة الحمقاء يسري وأثر حمقها يظهر يومًا". وفي الحديث أيضًا: "الرضاع يغيِّر الطباع"، قالوا: العادة جارية بأن من ارتضع امرأة، فالغالب عليه أخلاقها من خير وشر، كما في "المقاصد الحسنة" للإمام السخاوي.
﴿يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ﴾؛ أي: يضمنون رضاعه والقيام بشؤونه، والكفالة الضمان والعيالة، يقال: كفل به كفالة وهو كفيل إذا تقبل به، وضمنه وكفله فهو كافل إذا عاله، ﴿وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ﴾ والنصح ضد الغش، وهو تصفية العمل من شوائب الفساد، وفي "المفردات": النصح تحري فعل أو قول فيه صلاح صاحبه. انتهى، والمراد أنهم يفعلون ما ينفعه في غذائه وتربيته، ولا يقصرون في خدمته.
﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ﴾ واحدة الأشد شدة، كانعم ونعمة، وقيل: مفرد على وزن الجمع، كما مر، والشدة القوة والجلادة، وبلوغ الأشد استكمال القوة الجسمانية، وانتهاء النمو المعتد به، ﴿وَاسْتَوَى﴾ والاستواء اعتدال العقل وكماله، ويختلف ذلك باختلاف الأقاليم والأزمان والأحوال.
﴿حُكْمًا﴾ والحكم الحكمة، ﴿عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ﴾؛ أي: في وقت لا يتوقعون دخولها فيه ﴿مِنْ شِيعَتِهِ﴾؛ أي: ممن شايعه وتابعه في الدين، وهم بنو إسرائيل، ﴿مِنْ عَدُوِّهِ﴾؛ أي: من مخالفيه في الدين، وهم القبط، والعدو يُطلق على الواحد والجمع، ﴿فَاسْتَغَاثَهُ﴾؛ أي: طلب غوثه ونصره.
﴿فَوَكَزَهُ﴾؛ أي: فضربه بجمع يده؛ أي: بيده مجموعة الأصابع، والوكز - كالوعد -: الدفع والطعن والضرب بجمع الكف، وهو بالضم والكسر حين يقبضها، وقال أبو حيان: والوكز الضرب باليد مجموعة كعقد ثلاثة وسبعين. اهـ.


الصفحة التالية
Icon