صفة لـ ﴿رِدْءًا﴾، أو حال من مفعول ﴿أرسله﴾، أو مستأنفة على قراءة الرفع، ﴿إِنِّي﴾: ناصب واسمه، ﴿أَخَافُ﴾: فعل مضارع وفاعل مستتر، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر ﴿إن﴾، وجملة ﴿إن﴾ مستأنفة مسوقة لتعليل طلب الإرسال، ﴿أَن﴾: حرف نصب ومصدر، ﴿يُكَذِّبُونِ﴾: فعل مضارع منصوب بـ ﴿أن﴾ المصدرية، وعلامة نصبه حذف النون، لأن أصله أن يكذبونني، حذفت النون الأولى للناصب، والثانية للوقاية، و ﴿الواو﴾: فاعل، والياء المحذوفة للفاصلة مفعول به، والجملة الفعلية مع ﴿أَن﴾ المصدرية في تأويل مصدر منصوب على المفعولية، والتقدير: إني أخاف تكذيبهم إياي في الرسالة.
التصريف ومفردات اللغة
﴿وَجَاءَ رَجُلٌ﴾ اسمه حزقيل، وقيل: شمعون، وقيل: سمعان، وهو الذي ذكر في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ...﴾ إلخ. ﴿مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ﴾؛ أي: أبعدها مكانًا، يقال: قصوت عنه وأقصيت: أبعدت، والقصي البعيد، ﴿يَسْعَى﴾؛ أي: يسرع في مشيه.
﴿إِنَّ الْمَلَأَ﴾ الملأ أشرات الدولة ووجوهها، ﴿يَأْتَمِرُونَ﴾؛ أي: يتشاورون من الائتمار، وهو التشاور، يقال: الرجلان يتآمران ويأتمران بمعنى واحد، لأن كل واحد فيهما يأمر صاحبه بشيء، أو يشير عليه بأمر. وقيل: معناه يأمر بعضهم بعضًا بقتلك، ولعل هذا أوضح. وقد أورد صاحب "التاج" المعنيين، قال: "ائتمروا وتآمروا: تشاوروا، وائتمروا بفلان هموا به، وأمر بعضهم بعضًا بقتله، وقال الأزهري: ائتمر القوم وتآمروا إذا أمر بعضهم بعضًا، كما قال: ﴿وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ﴾ " وقال النمر بن تولب:

أرَى النَّاسَ قَدْ أَحْدَثُوْا شِيْمَةً وَفِيْ كُلِّ حَادِثَةٍ يُؤْتَمَرْ
﴿يَتَرَقَّبُ﴾؛ أي: يلتفت يمنة ويسرة، ﴿تَوَجَّهَ﴾ إلى الشيء إذا صرت وجهه إليه، ﴿تِلْقَاءَ مَدْيَنَ﴾؛ أي: جهتها، والتلقاء تفعال من لقيت، وهو مصدر اتسع فيه فاستُعمل ظرفًا، يقال: جلس تلقاءه؛ أي: حذاءه ومقابلته ﴿سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾؛


الصفحة التالية
Icon