عدد خاص. ﴿الْقُوَّةِ﴾ الشدة. ﴿لَا تَفْرَحْ﴾؛ أي: لا تبطر وتتمسك بالدنيا ولذاتها، حتى تتلهى عن الآخرة. قال بيهس العذري:

وَلَسْتُ بِمِفْرَاحٍ إذَا الدَّهْرُ سَرَّنْيِ وَلَا جَازعٍ مِنْ صَرْفِهِ الْمُتَقَلِّبِ
والفرح انشراح الصدر بلذة عاجلة، وأكثر ما يكون ذلك في اللذات البدنية الدنيوية.
﴿وَلَا تَنْسَ﴾ أي: لا تترك ترك المنسي. قال في "المفردات": النسيان ترك الإنسان ضبط ما استُودع، إما لضعف قلبه، وإما عن غفلة، أو عن قصدٍ حتى ينحدف عن القلب ذكره، انتهى.
﴿نَصِيبَكَ﴾ والنصيب ما يكفيك، ويسد حاجتك، ويُصلح أمورك، وفسر بعضهم النصيب بالكفن، وعليه قول الشاعر:
نَصِيْبُكَ مِمَّا تَجْمَعُ الدَّهْرَ كُلُّهُ رِدَاءَنِ تُدْرَجُ فِيْهِمَا وَحَنُوْطُ
وفسره البيضاوي بما يحتاج إليه منها، اهـ.
﴿عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾؛ أي: على حسن تصرف في المتاجر واكتساب الأموال. ﴿مِنَ الْقُرُونِ﴾ جمع قرن، والقرن: القوم المقترنون في زمن واحد. ﴿لَذُو حَظٍّ﴾ قال الراغب: الحظ النصيب المقدر.
﴿فَخَسَفْنَا بِهِ﴾ والخسف له معان كثيرة، منها خسف المكان، يقال: خسف المكان يخسف خسوفًا، من باب ضرب؛ أي: ذهب في الأرض وغرق، كما في "القاموس". وخسف القمر زال ضوؤه، وخسفت العين ذهب ضوؤها وغاب. وعين خاسفة إذا غابت حدتها، وخسف في الأرض وخُسف به فيها غاب.
وفي حديث ابن عباس وأبي هريرة، بسند ضعيف، عن النبي - ﷺ - "مَنْ لبس ثوبًا جديدًا فاختال فيه، خُسف به من شفير جهنم، فهو يتجلجل فيها لا يبلغ قعرها. قال في "فتح الباري": إن مقتضى الحديث، أن الأرض لا تأكل جسده فيمكن أن يلغز، ويقال لنا: كافر لا يبلى جسده بعد الموت، وهو قارون، قال


الصفحة التالية
Icon