آدم ونوح ألف سنة، اهـ.
وفي "القرطبي": وكان اسم نوح السكن، وإنما سمي السكن؛ لأن الناس بعد آدم سكنوا إليه، فهو أبوهم. ووُلد له سام وحام ويافث، فولد سام العرب وفارس والروم، وفي كل هؤلاء خير، وولد حام القبط والسودان وبربر، وولد يافث الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج، وليس في كل هؤلاء خير، وقال ابن عباس: في ولد سام بياض وأدمة، وفي ولد حام سواد وبياض قليل، وفي ولد يافث الصفرة والحمرة، وكان له ولد رابع وهو كنعان الذي غرق، والعرب تسميه يام.
﴿إِلَى قَوْمِهِ﴾ وهم أهل الدنيا كلها، والفرق (١) بين عموم رسالته وبين عموم رسالة نبينا - ﷺ -: أن نبينا - ﷺ - مبعوث إلى من في زمانه، وإلى من بعده إلى يوم القيامة، بخلاف نوح، فإنه مرسل إلى جميع أهل الأرض في زمانه لا بعده. كما في "إنسان العيون".
وهو أول نبي بُعث إلى عبدة الأصنام؛ لأن عبادة الأصنام أول ما حدثت في قومه، فأرسله الله إليهم ينهاهم عن ذلك، وأيضًا أول نبي بُعث إلى الأقارب والأجانب، وأما آدم فأول رسل الله إلى أولاده بالإيمان به وتعليم شرائعه، وهو؛ أي: نوح عليه السلام أبونا الأصغر، وقبره بكرك (بالفتح) من أرض الشام، كما في "فتح الرحمن". وفي "الخطيب": (٢) وأما قبره: فقد روح ابن جرير والأزرقي حديثًا مرسلًا، أن قبره بالمسجد الحرام، وقيل: ببلد البقاع يُعرف اليوم بكرك نوح، وهناك جامع قد بُني بسبب ذلك، اهـ.
﴿فَلَبِثَ﴾ نوح عليه السلام؛ أي: مكث وأقام ﴿فِيهِمْ﴾؛ أي: في قومه بعد الإرسال ﴿أَلْفَ سَنَةٍ﴾ يدعوهم إلى توحيد الله وعبادته فلم يجيبوه، والألف العدد المخصوص، سمي بذلك لكون الأعداد فيه مؤلفة، فإن الأعداد أربعة آحاد وعشرات ومئون وألوف، فإذا بلغ الألف فقد ائتلف وما بعده ويكون مكررًا، قال

(١) روح البيان.
(٢) الخطيب.


الصفحة التالية
Icon