ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ﴾ شبه استبدالهم اللهو عن آيات الله باشتراء من اشترى سلعة خاسرًا، فاستعار اسم الاشتراء له، ثم اشتق منه اشترى بمعنى استبدل، على طريقة الاستعارة التصريحية التبعية.
ومنها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: ﴿كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا﴾ لأنه ذكر فيه أداة التشبيه، وحذف وجه الشبه، فهو تشبيه مرسل مجمل.
ومنها: أسلوب التهكم في قوله: ﴿فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾، لأن البشارة إنما تكون في الخير، واستعمالها في الشر سخريةٌ وتهكمٌ.
ومنها: والمعاكسة في الإضافة للمبالغة في قوله: ﴿لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ﴾ لأن المعنى: لهم نعيم الجنات، فعكس للمبالغة كما في "البيضاوي".
ومنها: الاستعارة التمثيلية في قوله: ﴿وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ﴾ شبه الجبال الرواسي استحقارًا لها، واستقلالًا لعددها، وإن كانت خلقًا عظيمًا بحصيات قبضهن قابض بيده، فنبذهن في الأرض، وما هو إلا تصوير لعظمته وتمثيل لقدرته، وإن كل فعل يتحير فيه الأذهان فهو هين عليه تعالى.
ومنها: الإيجاز بالحذف في قوله: ﴿أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾؛ أي: كراهية أن تميد بكم.
ومنها: الالتفات إلى نون العظمة في قوله: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا﴾ بعد قوله: ﴿خَلَقَ﴾، ﴿وَأَلْقَى﴾ ﴿وَبَثَّ﴾ كلها بضمير الغائب، التفت في الفعلين إلى نون العظمة، لإبراز مزيد الاعتناء بأمرهما، وتوفيةً لمقام الامتنان، وقال الفخر الرازي: وفي هذا الالتفات فصاحة وحكمة: أما الفصاحة: فهي أن السامع إذا سمع كلامًا طويلًا من نمط واحد، ثم ورد عليه نمط آخر يستطيبه، ألا ترى أنك إذا قلت: قال زيد كذا، وقال خالد كذا، وقال عمرو كذا، ثم إن بكرًا قال قولًا حسنًا يستطاب لما قد تكرر القول مرارًا، وأما الحكمة: فهو أن إنزال الماء نعمة ظاهرة متكررة في كل زمان، ومكان، فأسند الإنزال إلى نفسه صريحًا، ليتنبه


الصفحة التالية
Icon