﴿بِالْعُرْوَةِ﴾، والعروة: بضم أوله: ما يعلق به الشيء من عروته بالكسر؛ أي: ناحيته، والمراد: مقبض نحو الدلو والكلوز، وفي "القاموس": العروة من الدلو، والكوز المقبض، ومن الثوب أُخْتُ زِرّهِ كالعثرى، وفي "الأساس" و"اللسان": وتستعار العروة لما يوثق به ويعول عليه، فيقال للمال النفيس - والفرس الكريم: لفلان عروة.
و ﴿الْوُثْقَى﴾: الموثقة المحكمة، تأنيث الأوثق، كالصغرى تأنيث الأصغر، والشيء الوثيق: ما يأمن صاحبه من السقوط.
والمعنى: فقد تعلق بأوثق ما يتعلق به من الأسباب وأقواه، وأصله: أن من يرقى إلى جبلٍ شاهقٍ، أو يتدلى منه، يستمسك بحبل متينٍ مأمون الانقطاع.
﴿فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ﴾ يقال: أحزنه، من المزيد، ويحزنه من الثلاثي، وأما حزن الثلاثي ويحزن المزيد، فليس بشائع في الاستعمال.
﴿قَلِيلًا﴾؛ أي: تمتينًا أو زمانًا قليلًا، فهو إما صفة لمصدر أو ظرف محذوف.
﴿ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ﴾: الاضطرار: حمل الإنسان على ما يضره، وهو في التعارف: حمل الإنسان على أمر يكرهه؛ أي: نلجئهم ونردهم في الآخرة قسرًا إلى العذاب.
﴿إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ﴾؛ أي: ثقيل، ثقل الأجرام الغلاظ، والغليظ: ضد الرقيق، وأصله: أن يستعمل في الأجسام، لكن قد يستعمل في المعاني، كما في "المفردات".
﴿لَيَقُولُنَّ اللَّهُ﴾ بضم اللام لإسناده إلى ضمير الجماعة، أصله: يقولونن، بواو الضمير وثلاث نونات، فهو مرفوع بالنون المحذوفة لعدم مباشرته بنون التوكيد، حذفت نون الرفع لتوالي الأمثال، فالتقى ساكنان، ثم حذفت الواو لبقاء دالها وهو ضم اللام، فصار: ﴿يقولن﴾ بضم اللام.


الصفحة التالية
Icon