البزار عن بلال قال: كنا نجلس في المسجد، وناس من أصحاب رسول الله - ﷺ - يصلون بعد المغرب إلى العشاء، فنزلت هذه الآية: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ وفي إسناده عبد الله بن شبيب ضعيف. وأخرج الترمذي وصححه عن أنس، إن هذه الآية: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾. نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة.
وأخرج (١) البخاري في "تاريخه" وابن مردويه عنه: نزلت في صلاة العشاء. وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عنه أيضًا في الآية: كانوا لا ينامون حتى يصلوا العشاء. وأخرج ابن أبي شيبة عنه قال: كنا نجتنب الفرش قبل صلاة العشاء. وأخرج عبد الرزاق وابن مردويه عنه أيضًا قال: ما رأيت رسول الله - ﷺ - راقدًا قط قبل العشاء ولا متحدثًا بعدها، فإن هذه الآية: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ نزلت في ذلك.
التفسير وأوجه القراءة
١ - ﴿الم (١)﴾. قال البقلي - رحمه الله -: الألف إشارة إلى الإعلام، واللام إلى اللزوم، والميم إلى الملك، أعلم من نفسه أهل الكون لزوم العبودية عليهم، وملكهم قهرًا وجبرًا، حتى عبدوه طوعًا وكرهًا. اهـ.
وفي "التأويلات النجمية": يشير (٢) بالألف: إلى أنه ألف المحبون بقربتي فلا يصبرون عني، وألف العارفون بتمجيدي فلا يستأنسون بغيري، والإشارة في اللام، لأني لأحبائي مدخر لقائي، فلا أبالي أقاموا على صفائي، أم قصروا في وفائي، والإشارة في الميم: ترك أوليائي مرادهم لمرادي، فلذلك آثرتهم على جميع عبادي. اهـ. وهذا كله مما لا نقل ولا أصل له.
وقال أهل التفسير: ﴿الم (١)﴾: خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: هذه السورة مسماة بـ ﴿الم (١)﴾.
٢ - ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ﴾ المتلو عليك يا محمد، وهو القرآن، في
(٢) روح البيان.