تعرج الملائكة} بزيادة الملائكة، ولعله تفسير منه، لسقوطه في سواد المصحف.
٦ - ﴿ذَلِكَ﴾؛ أي: ذلك الموصوف بالخلق والاستواء والتدبير ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ﴾؛ أي: عالم ما غاب عن المخلوقات، وعالم ما شوهد لهم، أو عالم الغيب؛ أي: الآخرة، والشهادة؛ أي: الدنيا، والإشارة بقوله: ﴿ذَلِكَ﴾ إلى لله سبحانه، باعتبار اتصافه بتلك الأوصاف، وهو مبتدأ خبره ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ﴾، وفي هذا معنى التهديد؛ لأنه تعالى إذا علم بما يغيب ويحضر.. فهو مجاز لكل عامل بعمله، أو فهو يدبر الأمر بما تقتضيه حكمته.
﴿الْعَزِيزُ﴾؛ أي: الغالب القاهر، الذي لا يغالب على ما أراده، ﴿الرَّحِيمُ﴾ بعباده؛ أي: ذلك (١) الله العظيم الشأن، المتصف بالخلق والاستواء وانحصار الولاية والنصرة فيه، وتدبير أمر الكائنات، هو عالم ما غاب عن الخلق وما حضر لهم، ويدبر أمرهما حسبما يقتضيه الغالب على أمره، الرحيم بعباده في تدبيره، وفيه إيماء إلى أنه تعالى يراعي المصالح، تفضلًا وإحسانًا، لا إيجابًا، وهذه أخبار لذلك المبتدأ.
٧ - وقوله: ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾: خبر آخر لذلك المبتدأ؛ أي: الذي جعل كل خلقه على وجه حسن في الصورة والمعنى، على ما يقتضيه استعداده، وتوجبه الحكمة والمصلحة، فالقبيح كالقردة والخنازير حسن في ذاته، وقبحه بالنظر إلى ما هو أحسن منه، لا في ذاته، طول رجل البهيمة والطائر وطول عنقهما، لئلا يتعذر عليهما ما لا بد لهما منه من قوتهما، ولو تفاوت ذلك لما يكن لهما معاش، وكذلك كل شيء من أعضاء الإنسان، مقدر لما يصلح به معاشه، فجميع المخلوقات حسنة، وإن اختلفت أشكالها وافترقت إلى حسن وأحسن، كما قال تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤)﴾ وحسنها من جهة المقصد الذي أريد بها، ولذلك قال ابن عباس: ليست القردة بحسنة، ولكنها متقنة محكمة. اهـ.