الله سبحانه لما ذكر الرسالة في قوله: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ...﴾ أعاد هنا ذكر التوحيد، مع ذكر البرهان عليه بما يرونه من المشاهدات التي يبصرونها.
قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ...﴾ الآية، مناسبتها لما قبلها: أنه تعالى لما أثبت الرسالة والتوحيد فيما سبق.. عطف على ذلك ذكر الحشر، وبذلك صار ترتيب آخر السورة متناسقًا مع ترتيب أولها، فقد ذكر الرسالة في أولها بقوله: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا﴾ وفي آخرها بقوله: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ﴾ وذكر التوحيد في أولها بقوله: ﴿الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ وفي آخرها بقوله: ﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ﴾ وقوله: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ﴾ وذكر الحشر في أولها بقوله: ﴿أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ﴾ وفي آخرها بقوله: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ﴾.
أسباب النزول
﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا...﴾ الآية، سبب نزول هذه الآية (١): ما أخرجه الواحدي، وابن عساكر، عن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال: الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن أبي طالب: أنا أحد منك سنانًا، وأنشط منك لسانًا، وأملأ للكتيبة منك، فقال له علي: اسكت، فإنما أنت فاسق فنزلت: ﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (١٨)﴾.
وأخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار مثله.
وأخرج ابن عدي، والخطيب في "تاريخه" من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مثله.
وأخرج الخطيب وابن عساكر، من طريق ابن لهيعة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس: أنها نزلت في علي بن أبي طالب وعقبة بن أبي معيط، وذلك في سباب كان بينهما، كذا في هذه الرواية: أنها نزلت في عقبة بن الوليد لا الوليد.
قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ...﴾ الآية، سبب نزولها: ما