كما في "القاموس"، ولكن شاع بين أهل التصنيف استعماله، كما في "التنبيه" لابن كمال.
﴿يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ﴾ من الإدناء من الدنو، وهو القرب. والجلابيب: جمع جلباب. وفي "القاموس" وغيره: الجلباب، والجلبَّاب - بتشديد الباء - الأولى: ثوب أوسع من الخمار دون الرداء، تلويه المرأة على رأسها، وتبقي منه ما ترسله إلى صدرها، كما في "الكشاف".
﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ﴾ الانتهاء: الانزجار عما نهي عنه. ﴿وَالْمُرْجِفُونَ﴾ قال في "الأساس": وأرجفوا في المدينة بكذا: إذا أخبروا به على أن يوقعوا في الناس الاضطراب من غير أن يصح عندهم، وهذا من أراجيف الغواة، وتقول: إذا وقعت المخاويف كثرت الأراجيف. وجاء في غيره ما نصه: أرجف: خاض في الأخبار السيئة والفتن، قصد أن يهيج الناس، وأرجف القوم بالشيء وفيه: خاضوا فيه، وأرجفت الريح الشجر: حركته، وأرجفت الأرض بالبناء للمجهول: زلزلت، وأصل الإرجاف: التحريك، مأخوذ من الرجفة، وهي الزلزلة، ووصفت به الأخبار الكاذبة لكونها متزلزلة غير ثابتة، وسمي البحر رجافًا لاضطرابه، ومنه قول الشاعر:

الْمُطْعِمُوْنَ اللَّحْمَ كُلَّ عَشِيَّةٍ حَتَّى تَغِيْبَ الشَّمْسُ فِيْ الرَّجَّافِ
﴿لَنُغْرِيَنَّكَ﴾ يقال: غرى بكذا؛ أي: لهج به ولصق، وأصل ذلك من الغراء، وهو ما يلصق به الشي، وقد أغريت فلانًا بكذا إغراءً ألهجته به.
﴿مَلْعُونِينَ﴾ قال في "الأساس" و"اللسان": لعنه أهله: طردوه وأبعدوه وهو لعين؛ أي: طريد، وقد لعن الله إبليس: طرده من الجنة، وأبعده من جوار الملائكة، ولعنت الكلب والذئب طردتهما، ويقال للذئب: اللعين، ولعنه وهو ملعَّن؛ أي: مكثر لعنه، وتلاعن القوم وتلعنوا والتعنوا والتعن فلان: لعن نفسه، ورجل لُعَنَةٌ ولُعْنَةٌ، كضُحَكَة وضُحْكَة، ولا تكن لعانًا طعانًا، ولاعن امرأته ولاعن القاضي بينهما: أوقع بينهما اللعان.
﴿أَيْنَمَا ثُقِفُوا﴾؛ أي: وجدوا وأدركوا. قال الراغب: الثقف الحذق في إدراك الشيء وفعله، يقال: ثقفت كذا: إذا أدركته ببصرك لحذق في النظر، ثم قد تجوِّز به، فاستعمل في الإدراك، وإن لم يكن معه ثقافة.


الصفحة التالية
Icon