﴿يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ﴾؛ أي: القيامة؛ أي: عن وقت قيامها، والساعة في الأصل: جزء من أجزاء الزمان، ويعبَّر بها عن القيامة تشبيهًا بذلك لسرعة حسابها.
﴿سَعِيرًا﴾؛ أي: نارًا مسعورة شديدة الاتقاد، يقال: سعر النار وأسعرها وسعرها: أوقدها.
﴿سَادَتَنَا﴾ جمع تكسير على وزن فعلة بفتحتين؛ لأن أصله سودة، وهو شائع في وصف لمذكر عاقل صحيح اللام، نحو كامل وكملة، وساحر وسحرة، وسافر وسفرة، وبارٌّ وبررة، وقال تعالى: ﴿وَجَاءَ السَّحَرَةُ﴾، ﴿بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (١٦)﴾ فخرج بالوصف الاسم، نحو: واد وباز، وبالتذكير نحو: حائض وطالق، وبالعقل نحو: سابق ولاحق صفتي فرسين وبصحة اللام نحو: قاضٍ وغازٍ، فلا يجمع شيء من ذلك على فعلة بفتحتين باطرادٍ، وشذ في غير فاعل نحو: سيد وسادة، فوزنها: فعلة، ويجوز أن يكون جمعًا لسائد، نحو: فاجر وفجرة، وكافر وكفرة، وهو أقرب إلى القياس، كما رأيت على أن صاحب "القاموس" لم يلتزم بالقاعدة، فقال: والسائد: السيد أو دونه، والجمع: سادة وسيايد.
وقرأ ابن عامر: ﴿سادتنا﴾، فجمعه ثانيًا بالألف والتاء، وهو غير مقيس أيضًا.
﴿وَكُبَرَاءَنَا﴾ جمع: كبير، وهو مقابل الصغير، والمراد: الكبير رتبةً وحالًا.
﴿فَأَضَلُّونَا﴾ يقال: أضله الطريق، وأضله عن الطريق بمعنًى واحد؛ أي: أخطأ به عنه.
﴿فَبَرَّأَهُ اللَّهُ﴾ أصل البراءة: التفصِّي مما تكره مجاورته؛ أي: فأظهر براءة موسى عليه مما قالوا في حقه.
﴿وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا﴾ الوجيه: سيد القوم ذو الجاه والوجاهة. وفي "الوسيط": وجه الرجل يوجه وجاهة فهو وجيه: إذا كان ذا جاه وقدر.
﴿قَوْلًا سَدِيدًا﴾ مستقيمًا مائلًا إلى الحق، من سد يسد سدادًا من باب ضرب: صار صوابًا ومستقيمًا، فإنَّ السداد الاستقامة، يقال: سدد السهم نحو الرمية: إذا لم يعدل به عن سمتها، وخص القول الصدق بالذكر، وهو ما أريد به وجه الله ليس فيه شائبة غيرٍ وكذب أصلًا؛ لأن التقوى صيانة النفس عما تستحق به العقوبة من فعل