بواطن الأمور وخوافيها.
﴿يَلِجُ فِي الْأَرْضِ﴾؛ أي: يدخل فيها من الولوج، وهو الدخول في مضيق.
﴿وَمَا يَعْرُجُ﴾؛ أي: يصعد. ﴿وَمَا يَعْزُبُ﴾؛ أي: يبعد. وفي "المصباح": عزب الشي: من بابي: قتل وضرب: إذا غاب وخفي، ومعنى ﴿لَا يَعْزُبُ عَنْهُ﴾: أي: لا يبعد عن علمه، والعازب: المتباعد في طلب الكلأ وعن أهله.
﴿مِثْقَالُ ذَرَّةٍ﴾ والمثقال: ما يوزن به، وهو من الثقل، وذلك اسم لكل صنج، كما في "المفردات". والذرة: النملة الصغيرة الحميراء، وما يرى في شعاع الشمس من ذرات الهواء؛ أي: وزن أصغر نملة، أو مقدار الهباء. ﴿وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾؛ أي: رزق حسن لا تعب فيه، ولا منَّ عليه.
﴿وَالَّذِينَ سَعَوْا﴾: وفي "المفردات" السعي: المشي السريع، وهو دون العدو، ويستعمل للجد في الأمر، خيرًا كان أو شرًا.
﴿مُعَاجِزِينَ﴾؛ أي: ظانين ومقدرين أنهم يعجزوننا؛ لأنهم حسبوا أن لا بعث ولا نشور، يقال: أعجزت فلانًا، وعاجزته: جعلته عاجزًا.
﴿مِنْ رِجْزٍ﴾ الرجز بمعنى: القذر والشرك والأوثان، كما في قوله: ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥)﴾ سماها رجزًا؛ لأنها تؤدي إلى العذاب، وكذا سمي كيد الشيطان رجزًا في قوله: ﴿وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ﴾ لأنه سبب العذاب، وفي "المفردات": أصل الرجز: الاضطراب، وهو في الآية كالزلزلة، كما مرَّ، والرجز - بكسر الراء وضمها -: العذاب، أو سيئه، والإثم والذنب والقذر.
﴿كُلَّ مُمَزَّقٍ﴾ الممزق مصدر ميمي بمعنى: التمزيق، وقياس كل ما زاد على الثلاث أن يجيء مصدره وزمانه ومكانه على زنة اسم مفعوله، ويجوز أن يكون ظرف مكان، قاله الزمخشري؛ أي: كل مكان تمزيق من القبور وبطون الوحش والطير. اهـ "خطيب". وأصل التمزيق: التفريق، يقال: مزَّق ثيابه؛ أي: فرقها، والمعنى: تنشئون خلقًا جديدًا بعد أن تمزقت وتفرقت أجسادكم كل تمزيق وتفريق، بحيث تصير ترابًا. اهـ "بيضاوي".
و ﴿جَدِيدٍ﴾ فعيل بمعنى: فاعل عند البصريين، يقال: جَدَّ الشيء فهو جاد وجديد: كقل فهو قليل، وبمعنى: مفعول عند الكوفيين، يقال: جدَّ النساج الثوب: