يشاهده كل أحد في نفسه من الضيق حينًا، والسعة حينًا آخر، مع العجز عن دفع البؤس إن وجد، وجلب النعمة لو أراد.
قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ...﴾ الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه لما بين أنه وحده هو المنعم بما يشاهده كل أحد في نفسه.. أمر بذكر نعمه بالاعتراف بها والشكر لها.
قوله تعالى: ﴿وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ...﴾ الآية، مناسبتها لما قبلا: أن الله سبحانه لما ذكر الأصل الأول وهو التوحيد.. ثنى بذكر الأصل الثاني وهو الرسالة، وسلى رسوله على تكذيب قومه له بأنه ليس ببدع بين الرسل، فقد كذب كثير منهم قبله، فعليه أن يتأسى بهم ويصبر على أذاهم، ثم ذكر الأصل الثالث، وهو البعث والنشور مع بيان أنه حق لا شك فيه، وأنه لا ينبغي أن يقبلوا فيه وساوس الشيطان، فإنه عدو لبني آدم، ولا يرشدهم إلا إلى الذنوب والآثام التي توصلهم إلى عذاب النار وبئس القرار.
قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ...﴾ الآيات، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه لما بين أن الشيطان يضل أتباعه ويدعوهم إلى النار.. ذكر هنا أن حزب الشيطان لهم العذاب الشديد، وأن حزب الله لهم المغفرة والأجر الكبير، ثم بين أن الضلال والهداية بيد الله بحسب ما يعلم من الاستعداد وصفاء النفوس وقبول الهداية، أو تدسيتها وارتكابها الأجرام والمعاصي، فلا تحزن على ما ترى من ضلال قومك واتباعهم لوساوس الشيطان، والله عليم بحالهم، وسيجازيهم بما يستحقون.
قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ...﴾ الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها (١): أن الله سبحانه لما ذكر أن الكافرين لهم عذاب شديد يوم القيامة، وأن الذين يعملون الصالحات لهم أجر كبير عند ربهم في ذلك اليوم.. أردف ذلك ببيان أن هذا اليوم لا ريب فيه، وضرب المثل الذي يدل على تحققه لا محالة، ثم ذكر أن من يريد العزة.. فليطع الله ورسوله، ولا يتعزز بعبادة