ما قال العبد، وكلُّنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
وعن معاذ - رضي الله عنه - مرفوعًا: "لا تزال يد الله مبسوطة على هذه الأمة ما لم يرفق خيارهم بشرارهم، ويعظم برّهم فاجرهم، ويعن قرّاؤهم أمراءهم على معصية الله، فإذا فعلوا نزع الله يده عنهم".
وأخرج ابن المنذر عن عامر بن عبد قيس قال: أربع آيات من كتاب الله إذا قرأتهن فما أبالي ما أصبح عليه وأمسي:
١ - ﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ﴾.
٢ - ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (١٠٧)﴾.
٣ - ﴿سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾.
٤ - ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا﴾.
فعلى العاقل أن يجتهد حتى يأتي رزقه الصوري والمعنوي بلا جهد ولا مشقة ولا تعب، اللهم افتح لنا خير الباب، وارزقنا مما رزقت أولي الألباب، إنك مفتِّح الأبواب.
٣ - ثم أمر الله سبحانه عباده أن يذكروا نعمه الفائضة عليهم التي لا تعد ولا تحصى بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ عامة، فاللام للجنس، أو يا أهل مكة خاصّة، فاللام للعهد ﴿اذْكُرُوا﴾ بلسانكم وجنانكم وجوارحكم. ﴿نِعْمَتَ اللَّهِ﴾ سبحانه؛ أي: إنعامه ﴿عَلَيْكُمْ﴾ إن جعلت النعمة مصدرًا، أو منة الله حال كونها كائنة عليكم إن جعلت اسمًا؛ أي: راعوها واحفظوها بمعرفة حقها والاعتراف بها. وتخصيص العبادة والطاعة بمعطيها سواء كانت نعمة خارجة كالمال والجاه، أو نعمة بدنيّة كالصحة والقوة، أو نعمة نفسية كالعقل والفطنة، ومعنى أمرهم بالذكر لها: هو إرشادهم إلى الشكر لاستدامتها وطلب المزيد منها، ورسمت (١) لفظة ﴿نِعْمَتَ﴾ بالتاء المبسوطة في أحد عشر موضعًا من القرآن، ووقف عليها بالهاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي

(١) روح البيان.


الصفحة التالية
Icon