﴿يَرْفَعُهُ﴾ يعود إلى الله عز وجل.
والمعنى: إن الله يرفع العمل الصالح إليه ويقبله، كما سيأتي عن قتادة، وقال ابن عطية هذا أرجح الأقوال.. وقيل: العمل الصالح يرفع صاحبه ويشرفه، قاله ابن عباس، وقال قتادة: المعنى: إن الله يرفع العمل الصالح لصاحبه؛ أي: يقبله، فيكون قوله: ﴿وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ﴾ على هذا مبتدأ خبره جملة ﴿يَرْفَعُهُ﴾، وكذا على قول من قال يرفع صاحبه.
وقال أبو حيان: ويجوز (١) أن يكون العمل معطوفًا على الكلم الطيب؛ أي: يصعدان إلى الله، و ﴿يَرْفَعُهُ﴾ استئناف إخبار؛ أي: يرفعهما الله تعالى ويقبلهما، ووحّد الضمير لاشتراكهما في الصعود، والضمير قد يجري مجرى اسم الإشارة، فيكون لفظه مفردًا.
وصلاح العمل بالإخلاص فيه (٢)، وما كان كذلك قبله الله وأثاب عليه، وما لا إخلاص فيه فلا ثواب عليه، بل عليه العقاب، فالصلاة والزكاة وأعمال البر إذا فعلت مراءة للناس لا يتقبلها الله تعالى، كما قال سبحانه: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (٦)﴾ وروي عن ابن عباس أنه قال: الكلم الطيب: ذكر الله، والعمل الصالح: أداء فرائضه. وعن الحسن وقتادة: لا يقبل الله قولًا إلا بعمل، من قال وأحسن.. قبل الله منه.
والخلاصة: أنّ القول إذا لم يصحبه عمل لا يقبل، وأنشدوا:
لَا تَرْضَ مِنْ رَجُلٍ حَلاَوَةَ قَوْلِهِ | حَتَّى يُزَيِّنَ مَا يَقُوْلُ فِعَالُ |
وَإذَا وَزَنْتَ فِعَالَهُ بِمَقَالِهِ | فَتَوَازَنَا فَإِخَالُ ذَاكَ جَمَالُ |
(٢) المراغي.
(٣) الشوكاني.