الإصبع، والسوار في الذراع، والقلادة في العنق، والخلخال في الرجل، ومما يلبس حلية السلاح الذي يحمل كالسيف والدرع ونحوهما. ﴿وَتَرَى﴾ يا من يتأتى منه الرؤية ﴿الْفُلْكَ﴾؛ أي: أي: السفن ﴿فِيهِ﴾ في كل منهما، وإفراد (١) ضمير الخطاب مع جمعه فيما سبق، وما لحق؛ لأن الخطاب لكل أحدٍ يتأتى منه الرؤية دون المنتفعين بالبحرين فقط. ﴿مَوَاخِرَ﴾؛ أي: شواق للماء بجريها مقبلة ومدبرة بريح واحدة. ﴿لِتَبْتَغُوا﴾ واللام متعلق بمواخر، أو متعلق بمحذوف؛ أي: لتطلبوا بركوبها. ﴿مِنْ فَضْلِهِ﴾؛ أي: من فضل الله سبحانه ورزقه بالنقلة فيها، قال مجاهد: ابتغاء الفضل: هو التجارة في البحر إلى البلدان البعيدة في مدة قريبة. قال في "بحر العلوم": ابتغاء الفضل: التجارة، وهي أعظم أسباب سعة الرزق وزيادته، كما قال النبي - ﷺ -: "تسعة أعشار رزق أمتي في البيع والشراء".
﴿وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾؛ أي: ولتشكروا الله سبحانه على ما أنعم عليكم به من ذلك الفضل، وحرف الترجي للإيذان بكونه مرضيًا عنده تعالى. وفي "بحر العلوم": وكي تعرفوا نعم الله فتقوموا بحقها، ولا سيما أنه جعل المهالك سببًا لوجود المنافع وحصول المعايش.
واعلم: أنه تعالى ذكر هذه الآية دلالة على قدرته، وبيانًا لنعمته، وقال بعضم: ضرب البحر العذب والملح مثلًا للمؤمن والكافر، فكما لا يستوي البحران في الطعم، فكذا المؤمن والكافر لا يستويان، ولا الكفر والإيمان، فقوله: ﴿وَمِنْ كُلٍّ﴾ الخ إما استطراد في صفة البحرين، وما فيهما من النعم والمنافع، أو تفصيل للأجاج على الكافر من حيث إنه يشارك العذب في منافع كثيرة، كالسمك وجري الفلك ونحوهما، والكافر خلا من المنافع بالكلية على طريقة قوله تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾.
ومعنى الآية: أي وتستخرجون (٢) الدر والمرجان من الملح الأجاج، ومن العذب الفرات، وتجري السفن في كل منهما تشقه شقًا بحيازيها حين جريها مقبلة مدبرة حاملة أقواتكم كيف شئتم، وتذهبون فيها إن أردتم.
(٢) المراغي.