ومنها: الإتيان بصيغة المضارع في قوله: ﴿فَتُثِيرُ سَحَابًا﴾ بين ماضيين. ﴿أَرْسَلَ﴾ ﴿فَسُقْنَاهُ﴾ لحكاية الحال الماضية استحضارًا لتلك الصورة البديعة الدالة على كمال القدرة والحكمة، ولأن المراد بيان إحداثها لتلك الخاصية، ولذلك أسند إليها.
ومنها: الالتفات من الغيبة في قوله: ﴿أَرْسَلَ﴾ إلى التكلم في قوله: ﴿فَسُقْنَاهُ﴾، وقوله: ﴿فَأَحْيَيْنَا﴾ دلالة على زيادة اختصاصه به تعالى، وأن الكل منه والوسائط أسباب.
ومنها: تنكير بلد في قوله تعالى: ﴿إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ﴾ إشارة إلى أن المقصود بعض البلاد الميتة؟ وهي بلاد الذين تبعدوا عن مظان الماء.
ومنها: التشبيه المرسل في قوله: ﴿كَذَلِكَ النُّشُورُ﴾ لوجود الأداة؛ أي: كمثل إحياء الموات نشور الأموات في صحة المقدورية، أو كيفية الإحياء.
ومنها: الاستعارة في قوله: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ﴾؛ لأن الصعود الذهاب في المكان العالي، استعير لما يصل من العبد إلى الله، كما مر.
ومنها: المجاز الإسنادي في قوله: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾، ففيه مجاز في المسند، ومجاز في الإسناد، فالصعود مجاز عن العلم؛ لأن الصعود صفة من صفات الأجرام، والكلم معلوم، فأسند الفعل للمفعول به.
ومنها: وضع اسم الإشارة موضع ضميرهم للإيذان بكمال تميزهم بما هم فيه من الشر والفساد عن سائر المفسدين والتخصيص واشتهارهم بذلك.
ومنها: الإتيان بضمير ﴿هُوَ﴾ في قوله: ﴿هُوَ يَبُورُ﴾ إفادة للحصر والتخصيص كما مرت الإشارة إليه في مبحث التفسير.
ومنها: المجاز الأول في قوله: ﴿مِنْ مُعَمَّرٍ﴾ لأن تسميته معمرًا باعتبار مصيره، فهو من باب تسمية الشيء بما يؤول إليه.
ومنها: الاستخدام في قوله: ﴿وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ﴾ وهو ذكر الشيء بمعنى، وعود الضمير إليه بمعنى آخر، وهو من المحسنات البديعية؛ لأن المعنى لا ينقص من عمر أحد، لكن لا على معنى لا ينقص من عمره بعد كونه زائدًا، بل على معنى لا يجعل من الابتداء ناقصًا.


الصفحة التالية
Icon