لغتان بمعنى، أي منعناهم عن الإيمان بموانع، فهم لا يستطيعون الخروج من الكفر إلى الإيمان، كالمضروب أمامه وخلفه بالأسداد، ومن هذا المعنى في الآية قول الشاعر:
وَمِنَ الْحَوَادِثِ لَا أَبَالَكَ أَنَّنِيْ | ضُرِبَتْ عَلَى الأَرْضُ بِالأَسْدَادِ |
لَا أَهْتَدِيْ فِيْهَا لِمَوْضِعِ تَلْعَةٍ | بَيْنَ الْعُذِيْبِ وَبَيْنَ أَرْضِ مُرَادِ |
وقرأ الجمهور: ﴿فَأَغْشَيْنَاهُمْ﴾ بالغين المعجمة؛ أي: غطينا أبصارهم، فهو على حذف مضاف، كما مر، وقرأ ابن عباس وعمر بن عبد العزيز وابن يعمر وعكرمة والنخعي وابن سيرين والحسن وأبو رجاء وزيد بن علي ويزيد البربري ويزيد بن المهلب وأبو حنيفة وابن مقسم: ﴿فَأَغْشَيْنَاهُمْ﴾ بالعين المهملة، من العشاء، وهو ضعف البصر؛ أي: جعلنا عليها غشاوة، ومنه ﴿وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ﴾.
والآية إما تتمّة للتمثيل وتكميل له؛ أي: تكميل؛ أي: وجعلنا مع ما ذكر من
(١) روح البيان.
(٢) الشوكاني.
(٢) الشوكاني.