﴿لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ (٥٧) سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨)﴾.
﴿لَهُمْ﴾، خبر مقدم، ﴿فِيها﴾: جار ومجرور حال، من ضمير الغائبين، ﴿فاكِهَةٌ﴾: مبتدأ، مؤخر. والجملة مستأنفة. ﴿وَلَهُمْ﴾: خبر مقدم، و ﴿ما﴾: مبتدأ مؤخر. والجملة معطوفة على الجملة التي قبلها. ويجوز أن تكون ﴿ما﴾: موصولة أو موصوفة أو مصدرية، وجملة ﴿يَدَّعُونَ﴾: صلة لـ ﴿ما﴾ أو صفة لها، والعائد محذوف، تقديره: يدعونه. ﴿سَلامٌ﴾: خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: هو؛ أي: ما يدعون سلام. ﴿قَوْلًا﴾ منصوب على المصدرية بفعل محذوف؛ أي: يقال قولًا، وجملة القول المحذوف صفة لسلام. ﴿مِنْ رَبٍّ﴾: صفة لـ ﴿قَوْلًا﴾، ﴿رَحِيمٍ﴾ صفة لـ ﴿رَبٍّ﴾. وجملة ﴿سَلامٌ﴾ مع مبتدئه المحذوف بدل من ﴿ما يَدَّعُونَ﴾ أو مستأنفة. أو ﴿سَلامٌ﴾ مبتدأ، خبره جملة القول المحذوف الناصب لـ ﴿قَوْلًا﴾، وسوغ الابتداء بالنكرة قصد الدعاء؛ أي: سلام، يقال لهم: قولًا من رب رحيم. وقيل: تقديره: سلام عليكم، حال كونه قولًا من رب رحيم. وقيل: إنه مبتدأ، وخبره ﴿مِنْ رَبٍّ﴾، و ﴿قَوْلًا﴾ مصدر مؤكد لمضمون الجملة، وهو مع عامله معترض بين المبتدأ والخبر.
﴿وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (٥٩) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٠) وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١)﴾.
﴿وَامْتازُوا﴾ ﴿الواو﴾: استئنافية، ﴿امْتازُوا﴾: فعل أمر، وفاعل، مبني على حذف النون، ﴿الْيَوْمَ﴾: ظرف متعلق به. والجملة في محل النصب. مقول لقول محذوف؛ أي: يقول الله لهم امتازوا اليوم؛ أي: انفردوا عن المؤمنين. وجملة القول المحذوف مستأنفة. ﴿أَيُّهَا﴾ ﴿أي﴾ منادى نكرة مقصودة، حذف منه حرف النداء، ﴿ها﴾ حرف تنبيه زائد تعويضا عما فات؛ أي: من الإضافة، ﴿الْمُجْرِمُونَ﴾ بدل من؛ أي: على اللفظ. وجملة النداء أيضًا مقول للقول المحذوف. ﴿أَلَمْ﴾ الهمزة: للاستفهام التقريري، المضمن للتوبيخ والتبكيت ﴿لَمْ﴾: حرف جزم، ﴿أَعْهَدْ﴾: فعل مضارع، وفاعل مستتر يعود على الله مجزوم بـ لَمْ والجملة في محل النصب مقول للقول المحذوف؛ أي: يقول الله لهم أيضًا: ألم أعهد إليكم.