﴿لا يَسَّمَّعُونَ﴾ أصل ﴿يَسَّمَّعُونَ﴾: يتسمعون، فأدغمت التاء في السين بعد تسكينها وقلبها سينًا من التسمع، وتعديته بإلى لتضمنه معنى الإصغاء. ﴿إِلَى الْمَلَإِ﴾ والملأ: جماعة يجتمعون على رأي واحد، فيملؤون العيون رواءً، والنفوس جلالة وبهاء. والملأ الأعلى هم الملائكة أو أشرافهم، كما مر. ﴿وَيُقْذَفُونَ﴾ القذف: الرمي البعيد، لاعتبار البعد فيه قيل: منزل قذف وقذيف، وقذفته بحجر رميت إليه حجرًا، ومنه: قذفوه بالفجور؛ أي: رموه. ﴿دُحُورًا﴾ مصدر دحره إذا طرده وأبعده، وبابه خضع، يقال: دحره دحرًا ودحورًا إذا طرده. ﴿عَذابٌ واصِبٌ﴾؛ أي: دائم غير منقطع، من وصب الأمر وصوبا إذا دام. وفي «المختار»: وصب الشيء يصب بالكسر وصوبًا دام، ومنه قوله تعالى: ﴿وَلَهُ الدِّينُ واصِبًا﴾، وقوله تعالى: ﴿وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ﴾، انتهى. قال في «المفردات» الوصب: السقم اللازم.
﴿إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ﴾ والخطف: الاختلاس بسرعة. والمراد هنا: اختلاس الكلام؛ أي: كلام الملائكة مسارقة. ﴿فَأَتْبَعَهُ﴾ في «المختار»: تبعه من باب طرب إذا مشى خلفه أو مر به فمضى معه، وكذا اتبعه وهو افتعل، وأتبعه على أفعل. وقال الأخفش: تبعه وأتبعه بمعنى مثل: ردفه وأردفه، ومنه: قوله تعالى: ﴿فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ﴾. قال ابن الكمال: الفرق بين أتبعه وتبعه أنه يقال: أتبعه إتباعًا إذا طلب الثاني اللحوق بالأول، وتبعه تبعًا إذا مر به ومضى معه. ﴿شِهابٌ﴾ والشهاب: الشعلة الساطعة من النار الموقدة. وفي «القاموس»: الشهاب ككتاب شعلة من نار ساطعة، انتهى. والمراد هنا: ما يُرى منقضًّا من السماء. ﴿ثاقِبٌ﴾ قال في «المفردات»: الثاقب: النيِّر المضيء، يثقب بنوره وإضاءته ما يقع عليه، انتهى؛ أي: مضيء في الغاية، كأنه يثقب الجو بضوئه، يرجم به الشياطين إذا صعدوا لاستراق السمع.
﴿فَاسْتَفْتِهِمْ﴾ والفتيا والفتوى: الجواب عما يشكل من الأحكام. يقال: استفتيته فأفتاني بكذا. قال بعضهم: الفتوى من الفتي، وهو الشاب القوي، وسمي الفتوى فتوى؛ لأن المفتي يقوي السائل في جواب الحادثة، وجمعه