القائل وقت الهلكة. ﴿يَوْمُ الدِّينِ﴾ والدين: الجزاء كما جاء في قولهم: كما تدين تدان. ﴿يَوْمُ الْفَصْلِ﴾؛ أي: الفرق بين المحسن والمسيء، وتمييز كل منهما عن الآخر. ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾؛ أي: اجمعوا، الحشر يأتي بمعنى البعث، وبمعنى الجمع والسوق، وهو المراد هاهنا دون الأول، كما لا يخفى. ﴿وَقِفُوهُمْ﴾ أمر من وقفه وقفًا بمعنى حبسه، لا من وقف وقوفًا بمعنى دام قائمًا. فالأول متعد، والثاني لازم. والمعنى: احبسوا المشركين أيها الملائكة عند الصراط. ﴿مُسْتَسْلِمُونَ﴾ من الاستسلام، يقال: استسلم للشيء إذا انقاد له وخضع، وأصله: طلب السلامة، ويلزمه الانقياد عرفا. ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ﴾ يقال: أقبل عليه بوجهه، وهو ضد الإدبار. ﴿مِنْ سُلْطانٍ﴾؛ أي: قهر وتسلط. والسلاطة: التمكن من القهر، يقال: سلطه فتسلط، ومنه: سمي السلطان بمعنى الغالب والقاهر، كما مر. ﴿رزق﴾ والرزق اسم لما يسوقه الله تعالى، إلى الحيوان، فيأكله. قال أحمد بن رسلان في زبده:
يرزقُ مَن يَشاءُ ومنْ شَاءَ أَحْرَمَا
والرِّزقُ مَا ينفعُ ولو مُحَرَّمَا
﴿فَواكِهُ﴾ جمع فاكهة، وهي كل ما يتفكه به؛ أي: يتنعم بأكله من الثمار كلها رطبها ويابسها. ﴿عَلى سُرُرٍ﴾ جمع سرير، وهو الذي يجلس عليه من السرور، إذ كان كذلك لأولي النعمة. وسرير الميت يشبه به في الصورة، وللتفاؤل بالسرور الذي يلحق بالميت برجوعه إلى الله، وخلاصه من السجن المشار إليه بقوله - ﷺ -: «الدنيا سجن المؤمن». ﴿مُتَقابِلِينَ﴾ من التقابل، وهو أن ينظر بعضهم وجه بعض. ﴿يُطافُ عَلَيْهِمْ﴾ والطواف: الدوران حول الشيء، وكذا الإطافة كما قال في «التهذيب». ﴿بِكَأْسٍ﴾ والكأس يطلق على الزجاجة، ما دام فيها خمر، وإلا فهو قدح وإناء، وتسمى الخمر نفسها كأسا. قال الأعشى: