المحشر، وهم في النار.
وقال أبو حيان (١): مناسبة أول هذه السورة لآخر الزمر: أنه تعالى لما ذكر ما يؤول إليه حال الكافرين وحال المؤمنين.. ذكر هنا أنه تعالى غافر الذنب وقابل التوب؛ ليكون ذلك استدعاءً للكافر إلى الإيمان، وإلى الإقلاع عما هو فيه، وأن باب التوبة مفتوح، وذكر شدة عقابه وصيرورة العالم كلهم إليه؛ ليرتدع عما هو فيه، وأن رجوعه إلى ربه فيجازيه بما يعمل من خير أو شر. انتهى.
فضلها: ومن فضائلها:
ما أخرجه (٢) محمد بن نصر وابن مردويه عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله - ﷺ - يقول: "إن الله أعطاني السبع الطوال مكان التوراة، وأعطاني الراءات إلى الطواسين مكان الإنجيل، وأعطاني ما بين الطواسين إلى الحواميم مكان الزبور، وفضّلني بالحواميم والمفصل ما قرأهن نبي قبلي".
وأخرج أبو عبيد في "فضائله" عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: إن لكل شيء لبابًا، ان لباب القرآن آل حم.
وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن المنذر والحاكم والبيهقي في "الشعب" عن ابن مسعود قال: الحواميم ديباج القرآن.
وأخرج أبو عبيد ومحمد بن نصر وابن المنذر عنه قال: إذا وقعت في آل حم.. وقعت في روضات دمثات، أتأنق فيهن.
وأخرج أبو الشيخ وأبونعيم والديلميّ عن أنس - رضي الله تعالى عنهما - قال: قال رسول الله - ﷺ -: "الحواميم ديباج القرآن".
وأخرج البيهقي في "الشعب" عن خليل بن مرة أن رسول الله - ﷺ - قال: "الحواميم سبع، وأبواب النار سبع، تجيء كل حم منها تقف على باب من هذه الأبواب، تقول: اللهم، لا تدخل من هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرؤني".
وأخرج أبو عبيد وابن سعد ومحمد بن نصر وابن مردويه والبيهقي في
(٢) الشوكاني.