تقل وذرًا، وأصله: وذره يذره، كوسعه يسعه، لكن ما نطقوا بماضيه ولا بمصدره ولا باسم الفاعل كما في "القاموس".
﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ﴾ والرجل المؤمن: هو ابن عم فرعون، وولى عهده وصاحب شرطته، وهو الذي نجا مع موسى - عليه الصلاة والسلام -، وهو المراد بقوله: ﴿وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى﴾. ﴿مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ﴾ وآل الرجل، خاصته الذي يؤول إليه أمرهم للقرابة أو الصحبة أو الموافقة في الدين، واسمه: شمعان، بالمعجمة على وزن سلمان، كما مر. وأصله: أهل أبدلت الهاء همزةً توصلًا لإبدالها ألفًا، ثم أبدلت ألفًا حرف مد مجانسًا لحركة الهمزة المفتوحة قبلها، وقيل: إن أصله أول، قلبت الواو همزةً لتحركها وانفتاح ما قبلها.
قال الشاطبي - رحمه الله تعالى - مبينًا الخلاف في كلمة آل:

فإِبدالُهُ من هَمزةٍ هاءٌ اصْلُها وقد قالَ بعضُ النَّاسِ مِنْ واوٍ ابْدِلا
﴿بِالْبَيِّنَاتِ﴾ وهي الشواهد الدالة على صدقه. ﴿وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا﴾: ﴿يَكُ﴾: مضارع كان، وأصله: يكون بوزن يفعل، نقلت حركة الواو إلى الكاف فسكنت إثر ضم فصارت حرف مد، ولما دخل الجازم ﴿إِنْ﴾ الشرطية على الفعل.. سكن آخره فصار اللفظ يكونْ، فالتقى ساكنان فحذفت الواو لذلك، ثم حذفت النون أيضًا حذفًا غير مطرد، كما ذكره في "الخلاصة" بقوله:
وَمِنْ مُضَارعٍ لكَانَ مُنْجَزِمْ تُحْذَفُ نُوْنٌ وَهُوَ حَذْفٌ مَا الْتُزِمْ
﴿مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ﴾ المسرف: المقيم على المعاصي المستكثر منها، والكذاب: المفتري. ﴿يَوْمَ التَّنَادِ﴾ هو يوم القيامة، تَسَمَّى بذلك لأن الناس ينادي فيه بعضهم بعضًا للاستغاثة. قال أمية بن أبي الصلت:
وَبَثَّ الْخَلْقَ فِيْهَا إِذْ دَحَاهَا فَهُمْ سُكَّانُهَا حَتَّى التَّنَادِ
وأصله: يوم التنادي بالياء، على أنه مصدر تنادى القوم بعضهم بعضًا تناديًا بضم الدال، ثم كسر لأجل مناسبة الياء المحذوفة لتناسب الفواصل، وأصل هذه الياء واو من الندوة، وهو مكان الالتقاء. ﴿يَوْمَ تُوَلُّونَ﴾ أصله: توليون استثقلت الضمة على الياء فحذفت، فالتقى ساكنان فحذفت الياء وضمت اللام لمناسبة الواو.


الصفحة التالية
Icon