غضبهم، ﴿وَالَّذِينَ﴾: معطوف على الموصول الأول، وجملة ﴿اسْتَجَابُوا﴾ صلة له. ﴿لِرَبِّهِمْ﴾: متعلق بـ ﴿اسْتَجَابُوا﴾، ﴿وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ﴾: فعل وفاعل ومفعول، معطوف على ﴿اسْتَجَابُوا﴾، ﴿وَأَمْرُهُمْ﴾: ﴿الواو﴾: حالية. ﴿أَمْرُهُمْ﴾: مبتدأ، ﴿شُورَى﴾: خبر. ﴿بَيْنَهُمْ﴾: ظرف متعلق بـ ﴿شُورَى﴾؛ لأنه مصدر. كالرجعى والبشرى، أو صفة لـ ﴿شُورَى﴾، والجملة الاسمية في محل النصب حال من فاعل ﴿اسْتَجَابُوا﴾، ﴿وَمِمَّا﴾ ﴿الواو﴾: عاطفة، ﴿مِمَّا﴾ متعلق بـ ﴿يُنْفِقُونَ﴾، ﴿رَزَقْنَاهُمْ﴾: فعل وفاعل، ومفعول، صلة لـ ﴿ما﴾ الموصولة، والعائد محذوف، تقديره: مما رزقنا هموه ﴿يُنْفِقُونَ﴾: فعل وفاعل، معطوف على ﴿اسْتَجَابُوا﴾، ﴿وَالَّذِينَ﴾: معطوف على الموصول الأول أيضًا. ﴿إِذَا﴾: ظرف لما يستقبل من الزمان، مجرد عن معنى الشرط، متعلق بـ ﴿يَنْتَصِرُونَ﴾، ﴿أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ﴾: فعل ومفعول وفاعل، والجملة في محل الجر، مضاف إليه لـ ﴿إِذَا﴾. ﴿هُمْ﴾: مبتدأ، وجملة ﴿يَنْتَصِرُونَ﴾: خبره، والجملة الاسمية صلة الموصول، والتقدير: والذين هم منتصرون وقت إصابة البغي إياهم.
التصريف ومفردات اللغة
﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ﴾ قال أبو علي رحمه الله: معنى اللطيف هو الذي ينشر من عباده المناقب، ويستر عليهم المثالب، وعلى هذا قول النبي - ﷺ -: "يا من أظهر الجميل وستر القبيح". وقيل: هو الذي يقبل القليل، ويبذل الجزيل، وقيل: هو الذي يجبر الكسير وييسر العسير، وقيل: هو الذي لا يخاف إلا عدله ولا يرجى إلا فضله، وقيل: هو الذي يعين على الخدمة، ويكثر المدحة، وقيل: هو الذي لا يعاجل من عصاه، ولا يخيب من رجاه، وقيل: هو الذي لا يرد سائله، ولا يؤيس آمله، وقيل: هو الذي يعفو عمن يهفو، وقيل: هو الذي يرحم من لا يرحم نفسه، وقد ذكرنا هذه المعاني في "الكتاب الأسنى، في شرح أسماء الله الحسنى"، عند اسمه اللطيف، ولله الحمد، اهـ. وقيل: هو العالم بخفيات الأمور، وقيل: هو معطي الإحسان في صورة الامتحان. كإعطاء يوسف الصديق، الملك في صورة الابتلاء برقه؛ لأنه من اللطف، وهو إيصال النفع على وجه فيه دقة، كما ذكرناه في كتابنا: "هدية الأذكياء في شرح طيبة الأسماء".


الصفحة التالية
Icon