ومنها: التكرار في قوله: ﴿وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ﴾ اهتمامًا بشأن الصبر وترغيبًا فيه، والصبر هنا: هو الإصلاح المتقدم فأعيد هنا، وعبر عنه بالصبر؛ لأنه من شأن أولي العزم، وأشار إلى أن العفو المحمود ما نشأ عن التحمل، لا عن العجز، اهـ "شهاب".
ومنها: الإظهار في مقام الإضمار في قوله: ﴿أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ﴾؛ لأن مقتضى الظاهر: أن يقال: ألا إنهم في عذاب مقيم، تسجيلًا عليهم باسم الظلم.
ومنها: تلوين للكلام، وصرف له عن خطاب الناس بعد أمرهم بالاستجابة، وتوجيه له إلى الرسول - ﷺ - قوله: ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾؛ أي: فإن لم يستجيبوا وأعرضوا عما تدعوهم إليه، فما أرسلناك رقيبًا.
ومنها: تصدير الشرطية الأولى بإذا المفيدة للتحقيق، مع إسناد الإذاقة إلى نون العظمة في قوله: ﴿وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا﴾ للتنبيه على أن إيصال النعمة أمر محقق الوجود كثير الوقوع، وأنه مقتضى الذات، كما أن تصدير الشرطية الثانية في قوله: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ بـ ﴿إن﴾ المفيدة للشك، مع إسناد الإصابة إلى السيئة وتعليلها بأعمالهم، للإيذان بندرة وقوعها، وأنها بمعزل عن الانتظام في سلك الإرادة بالذات.
ومنها: وضع الظاهر موضع المضمر في قوله: ﴿فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ﴾ للتسجيل على أن هذا الجنس موسوم بكفران النعم، وفيه أيضًا المجاز العقلي، حيث أسند هذه الخصلة إلى الجنس والكل، مع كونها من صفات المجرمين فقط، نظرًا لغلبتهم فيما بين الأفراد، يعني: أنه حكم على الجنس بحال أغلب أفراده، لعلاقة الملابسة.
ومنها: التقسيم في قوله: ﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (٤٩) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا﴾.
ومنها: الطباق بين الذكور والإناث.


الصفحة التالية
Icon