راجحة، لما ملن إلى التزين بالذهب والفضة والحلي والحلل.
وقرأ الجمهور (١): ﴿ينشأ﴾ مبنيا للفاعل؛ أي: بفتح الياء وإسكان النون. وقرأ الجحدري في رواية مبنيا للمفعول مخففا. وقرأ ابن عباس وزيد بن علي والحسن ومجاهد والجحدري في رواية والأخوان - حمزة والكسائي - وحفص والمفضل وأبان وابن مقسم وهارون، عن أبي عمرو وخلف: بضم الياء، وفتح النون، وتشديد الشين، مبنيا للمفعول، وقرأ الحسن في رواية ﴿يناشؤ﴾ على وزن يفاعل، مبنيا للمفعول، والمناشاة بمعنى: الإنشاء. كالمعالاة بمعنى الإعلاء، واختار قراءة الجمهور أبو حاتم، واختار أبو عبيد قراءة ابن عباس، قال الهروي الفعل على القراءة الأولى لازم، وعلى الثانية متعد
١٩ - ﴿وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ﴾؛ أي: سموا الملائكة ﴿الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا﴾ وحكموا لهم بذلك، وهذا بيان لتضمن كفرهم المذكور لكفر آخر، وتقريع لهم بذلك، وهو جعلهم أكمل العباد، وأكرمهم على الله، أنقصهم رأيا وأخسهم صنفا، وفيه رد لقولهم: الملائكة بنات الله، وفي قولهم هذا كفر من ثلاثة أوجه:
١ - أنهم نسبوا إلى الله الولد.
٢ - أنهم أعطوه أخس النصيبين.
٣ - أنهم استخفوا بالملائكة بجعلهم إناثا، وقرأ الجمهور: ﴿إِنَاثًا﴾، وقرأ زيد بن علي ﴿أنثا﴾: جمع الجمع.
وقرأ عمر بن الخطاب والحسن وأبو رجاء وقتادة وأبو جعفر وشيبة والأعرج والابنان - ابن كثير وابن عامر - ونافع: ﴿عند الرحمن﴾ بالنون ظرفا، وهو أدل على رفع المنزلة، وقرب المكانة، لقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ﴾، وقرأ عبد الله وابن عباس وابن جبير وعلقمة وباقي السبعة: ﴿عِبَادُ الرَّحْمَنِ﴾ جمع عبد لقوله: ﴿بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ﴾، وقرأ الأعمش ﴿عباد الرحمن﴾ جمعًا، وبالنصب

(١) البحر المحيط.


الصفحة التالية
Icon