﴿صَفْحًا﴾ الصفح: الإعراض، يقال: صفح كمنع أعرض وترك، وصفح عنه عما، وصفح السائل رده، كأصفحه، وسمي العفو صفحًا؛ لأنه إعراض عن الانتقام من صفحة الوجه؛ لأن من أعرض عنك، فقد أعطاك صفحة وجهه، والمعنى هنا: إعراضًا عنكم، كما مر. ﴿قَوْمًا مُسْرِفِينَ﴾ السرف: تجاوز الحد في كل فعل يفعله الإنسان. ﴿أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا﴾ قال الراغب: البطش تناول الشيء بصولة، والأخذ بشدة. ﴿وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ﴾ ومضى فيه إعلال بالقلب، أصله: مضي بوزن فعل، تحركت الياء وانفتح ما قبلها، قلبت ألفا فصار مضى. ﴿لَيَقُولُنَّ﴾ أصله: يقولونن، حذفت نون علامة الرفع لتوالي الأمثال، والواو لالتقاء الساكنين، فصار يقولن. ﴿مَهْدًا﴾ والمهد والمهاد: المكان الممهد الموطأ ﴿سُبُلًا﴾ جمع سبيل، وهو من الطريق ما هو معتاد السلوك، وقال الراغب: السبيل: الطريق الذي فيه سهولة. ﴿مَاءً بِقَدَرٍ﴾؛ أي: بمقدار ما تحتاجون إليه، فلا يكون قليلًا لا ينفع، ولا يكون كثيرًا فيؤذي ويضر.
﴿فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا﴾، وفي "المبصاح": ونشر الموتى نشورًا. أحياهم ونشرهم الله يتعدى ولا يتعدى، ويتعدى بالهمزة أيضًا، فيقال: أنشرهم الله، ونشرت الأرض نشورًا أيضًا حييت وأنبتت، ويتعدى بالهمزة، فيقال: أنشرتها إذا أحييتها بالماء، والإنشار: الإحياء. ﴿مَيْتًا﴾ مخفف من الميت بالتشديد؛ أي: خاليةً عن النماء والنبات بالكلية. ﴿لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ﴾ أصله: تستويون استثقلت الضمة على الياء، فحذفت تخفيفًا، فلما سكنت التقى ساكنان، فحذفت الياء وضمت الواو، لمناسبة واو الجماعة بعدها، فوزنه لتفتعوا؛ لأن نون الرفع حذفت للناصب بعد لام التعليل. ﴿مُقْرِنِينَ﴾ مطيقين، يقال: أقرن الشيء إذا أطاقه. قال الزمخشري: وحقيقة أقرنه وجده قرينته وما يقرن به لأن الصعب لا يكون قرينةً للضعيف، وقال الأخفش وأبو عبيدة: ومقونين ضابطين. وقيل: مماثلين في الأيدي، والقوة من قولهم: هو قرن فلان، إذا كان مثله في القوة، ويقال: فلان مقرن لفلان؛ أي: ضابط له، وأقرنت كذا؛ أي: أطقته، وأقرن له أطاقه وقوي عليه، كأنه صار له قرنًا، قال الله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ﴾؛ أي: مطيقين. قال في "القاموس": أقرن للأمر، أطاقه وقوي عليه، كاستقرن،