وعن الأمر ضعف ضد انتهى.
﴿وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا﴾ والجعل هنا، بمعنى: الحكم بالشيء، والاعتقاد به، يقال: جعلت زيدًا أفضل الناس؛ أي: حكمت به ووصفته. وقال في "القاموس": الجزء البعض، وأجزأت الأم ولدت الإناث، ويفتح، والجمع أجزاء، وبالضم موضع ورملٌ، وَجَزأَهُ كَجَعَلَهُ قَسَّمَهَ أجزاءً كَجَزّأَهَ بالتضعيف وبالشيء اكتفى، كاجتزأ وتجزأ.
﴿وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ﴾ أصله: أصفوكم من الصفوة قلبت الواو ياءً. لوقوعها رابعةً، ثم قلبت ألفًا لتحركها بعد فتح، ومعناه: اختار لكم. ﴿ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ﴾؛ أي: جعل ﴿مَثَلًا﴾؛ أي: مشابهًا بنسبة البنات إليه؛ لأن الولد يشبه الوالد. ﴿كَظِيمٌ﴾؛ أي: ممتلىء غيظًا وغمًا. ﴿يُنَشَّأُ﴾؛ أي: يربى. ﴿فِي الْحِلْيَةِ﴾؛ أي: في الزينة، والحلية ما يتحلى به الإنسان ويتزين، والجمع حلي بكسر الحاء وضمها وفتح اللام. ﴿يَخْرُصُونَ﴾؛ أي: يكذبون. وفي "المصباح": وخرص الكافر خرصًا، من باب قتل كذب فهو خارص. وفي "القاموس" و"التاج": الخراص الكذاب. وقال الراغب: الخرص: كل قول مقول عن ظن وتخمين، يقال له: خرص، سواء كان ذلك مطابقًا للشيء، أو مخالفًا له، من حيث إن صاحبه لم يقله عن علم، ولا غلبة ظن، ولا سماع، بل اعتمد فيه على الظن والتخمين، كفعل الخارص في خرصه، وكل من قال قولًا على هذا النحو، يسمى كاذبًا. وإن كان مطابقًا للقول المخبر به.
﴿فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ﴾ يقال: استمسك به إذا اعتصم به. وفي "المفردات": إمساك الشيء: التعلق به وحفظه، واستمسكت بالشيء، إذا تحريت الإمساك، انتهى. ﴿عَلَى أُمَّةٍ﴾ الأمة: الدين والطريقة التي تؤم؛ أي: تقصد. قال الراغب: الأمة كل جماعة يجمعهم أمر، إما دين واحد أو زمان واحد، أو مكان واحد، سواء كان الأمر الجامع تسخيرًا أو اختيارًا. ﴿وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ﴾ وفي "الروح": الأثر بفتحتين بقية الشيء. والآثار الأعلام، وسنن النبي - ﷺ - آثاره، قال الراغب: أثر الشيء حصول ما يدل على وجوده، ومن هذا يقال للطريق المستدل به على