وعظائم الأمور، ثم بين أن عاقبتهم النار، وبئس القرار، ولا تنفعهم أصنامهم شيئًا، ولا تدفع عنهم ما قدر لهم من العذاب.
قوله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ...﴾ الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى، لما ذكر (١) فيما سلف الحجج الدالة على ربوبيته، ووحدانيته.. أردف بذكر آثارها، فمن ذلك تسخير السفن في البحار، حاملة للأقوات والمتاجر، رجاء أن تشكروا ما أنعم به عليكم، ومنها تسخيره ما في السموات والأرض من شموس وأقمار وبحار وجبال لتنتفعوا بها في مرافقكم وشؤونكم المعيشية، ثم أمر المؤمنين بأحسن الأخلاق، فطلب إليهم أن يصفحوا عن الكافرين، ويحتملوا أذاهم، وعند الله جزاؤهم، فمن عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها، ويوم القيامة يعرضون على ربهم، ويجازي كل نفس بما كسبت من خير أو شر.
قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ...﴾ الآيات، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه، لما ذكر (٢) فيما سلف من آيات ربوبيته، ووحدانيته، تسخير السفن في البحار، حاملةً للأقوات والمتاجر، وتسخير ما في السموات والأرض.. بين هنا، أنه أنعم علي بن ي إسرائيل بنعم كثيرة، وقد حصل بينهم الاختلاف بغيًا وحسدًا، تسليةً لرسوله - ﷺ -، بأن قومه ليسوا ببدع في الأمم، بل طريقهم طريق من تقدمهم، ثم أمر رسوله بأن يتمسك بالحق، ولا يكون له غرض سوى إظهاره، ولا يتبع أهواء الجاهلين الضالين، ثم ذكر أن القرآن معالم للهداية، تهتدي به القلوب الضالة عن طريق الحق، فتلزم العبادة وتصل إلى طريق النجاة.
التفسير وأوجه القراءة
١ - ﴿حم (١)﴾؛ أي: هذه (٣) السورة مسماة بـ ﴿حم﴾، فهو خبر لمبتدأ
(٢) المراغي.
(٣) روح البيان.