حال من العائد المحذوف؛ أي: حال كونه من دابة، ﴿آيَاتٌ﴾ مبتدأ مؤخر، ﴿لِقَوْمٍ﴾ صفة ﴿آيَاتٌ﴾، وجملة ﴿يُوقِنُونَ﴾ صفة لـ ﴿قوم﴾ والجملة الابتدائية معطوفة على جملة ﴿إِنَّ﴾.
﴿وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٥)﴾.
﴿وَاخْتِلَافِ﴾ معطوف أيضًا على ﴿خَلْقِكُمْ﴾، منزل منزلته في كونه متعلقًا بمحذوف خبر مقدم، ﴿اللَّيْلِ﴾ مضاف إليه ﴿وَالنَّهَارِ﴾ معطوف على ﴿اللَّيْلِ﴾. ﴿وَمَا﴾ معطوف على ﴿اختلاف﴾، ﴿أَنْزَلَ اللَّهُ﴾ فعل وفاعل، والجملة صلة لـ ﴿ما﴾ الموصولة، والعائد محذوف تقديره: وما أنزله الله، ﴿مِنَ السَّمَاءِ﴾ متعلقان بـ ﴿أَنْزَلَ﴾ ﴿مِنْ رِزْقٍ﴾: حال من العائد المحذوف، أو متعلق بـ ﴿أَنْزَلَ﴾، ﴿فَأَحْيَا﴾ معطوف على ﴿أَنْزَلَ﴾، ﴿بِهِ﴾ متعلق بـ ﴿أحيا﴾، ﴿الْأَرْضَ﴾ مفعول به ﴿بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ ظرف ومضاف إليه، ﴿وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ﴾ معطوف على ﴿اختلاف﴾، ﴿آيَاتٌ﴾ مبتدأ مؤخر، ﴿لِقَوْمٍ﴾ صفة لـ ﴿آيات﴾، وجملة ﴿يَعْقِلُونَ﴾ صفة لـ ﴿قوم﴾.
فائدة: قال الزمخشري: وقرىء ﴿آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ بالنصب والرفع على حد قولك: إن زيدًا في الدار وعمرًا في السوق، أو وعمرو في السوق، وأما قوله: ﴿آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ فمن العطف على معمولي عاملين، سواء نصبت أو رفعت، فالعاملان إذا نصبت هما إنّ وفي أقيمت ﴿الواو﴾ مقامهما، فعملت الجر في ﴿اختلاف الليل والنهار﴾، والنصب في ﴿آيَاتٌ﴾، وإذا رفعت فالعاملان الابتداء، وفي عملا الرفع في ﴿آيَاتٌ﴾، والجر في ﴿اختلاف﴾، وقرأ ابن مسعود: ﴿وفي اختلاف الليل والنهار﴾.
فإن قلت: العطف على معمولي عاملين على مذهب الأخفش سديد لا مقال فيه، وقد أباه سيبويه، فما وجه تخريج الآية عنده؟
قلت: فيه وجهان عنده: