أحدهما: أن يكون على إضمار في، والذي حسنه تقدم ذكره في الآيتين قبلها، ويعضده قراءة ابن مسعود.
والثاني: أن ينتصب آيات على الاختصاص بعد انقضاء المجرور، معطوفًا على ما قبله، أو على التكرير ورفعهما بإضمار ﴿هي﴾، وقرىء ﴿واختلاف الليل والنهار﴾ بالرفع.
﴿تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (٦)﴾.
﴿تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ﴾: مبتدأ وخبر، والجملة مستأنفة. ﴿نَتْلُوهَا﴾ فعل وفاعل مستتر، ومفعول به، والجملة في محل النصب حال من ﴿آيَاتُ اللَّهِ﴾، والعامل فيه ما في الإشارة من معنى الفعل، ويجوز أن تكون ﴿آيَاتُ اللَّهِ﴾ بدلًا من اسم الإشارة، وجملة ﴿نَتْلُوهَا﴾ هي الخبر، و ﴿عَلَيْكَ﴾ متعلق بـ ﴿نَتْلُوهَا﴾، ﴿بِالْحَقِّ﴾ إما حال من الفاعل؛ أي: محقين، أو من المفعول؛ أي: متلبسة بالحق: ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ﴾ الفاء: استئنافية، والباء: حرف جر، ﴿أَيِّ حَدِيثٍ﴾ مجرور بالباء. متعلق بـ ﴿يُؤْمِنُونَ﴾، والاستفهام توبيخي مضمن للإنكار؛ أي: لا يؤمنون. ﴿بَعْدَ اللَّهِ﴾ ظرف متعلق بمحذوف صفة لـ ﴿حَدِيثٍ﴾، ﴿وَآيَاتِهِ﴾ معطوف على لفظ الجلالة، ﴿يُؤْمِنُونَ﴾ فعل وفاعل، والجملة الفعلية مستأنفة.
﴿وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٧) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٨) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (٩)﴾.
﴿وَيْلٌ﴾: مبتدأ، وسوغ الابتداء بالنكرة قصد الدعاء. ﴿لِكُلِّ أَفَّاكٍ﴾ خبر، والجملة مستأنفة، ﴿أَثِيمٍ﴾ صفة ﴿أَفَّاكٍ﴾، وهما صيغتا مبالغة للكذب والإثم، ﴿يَسْمَعُ﴾: فعل مضارع، وفاعل مستتر يعود على ﴿أَفَّاكٍ﴾. ﴿آيَاتِ اللَّهِ﴾: مفعول به، وجملة ﴿يَسْمَعُ﴾: في محل الجر صفة ثانية لأفاك، أو حال من الضمير المستكن فيه، ﴿تُتْلَى﴾: فعل مضارع مغير الصيغة، ونائب فاعله ضمير يعود على ﴿آيَاتِ اللَّهِ﴾، ﴿عَلَيْهِ﴾: متعلق بـ ﴿تُتْلَى﴾، وجملة ﴿تُتْلَى﴾: في محل النصب حال من ﴿آيَاتِ اللَّهِ﴾؛ لأن سمع هنا دخل على ما يسمع فيتعدى إلى واحد فقط بالإجماع، وأما إذا دخل على ما لا يسمع كقوله تعالى: ﴿سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ﴾،