مشورة، وانتصر لنفسه ممن ظلمه.
أسباب النزول
قوله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...﴾ الآية، سبب نزول هذه الآية (١): ما أخرجه الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس قال: قالت الأنصار: لو جمعنا لرسول الله - صلي الله عليه وسلم - مالًا، فأنزل الله سبحانه ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ فقال بعضهم: إنما قال هذا، ليقاتل عن أهل بيته وينصرهم، فأنزل الله ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾ إلى قوله: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ﴾ فعرض لهم التوبة إلى قوله: ﴿وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ﴾.
وأخرج أحمد بسنده عن طاووس قال: سأل رجل ابن عباس، عن معنى قول الله عز وجل: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ فقال سعيد بن جبير: قربى محمد - ﷺ -، قال ابن عباس: عجلت، إن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - لم يكن بطن من قريش إلا لرسول الله - ﷺ - فيهم قرابة، فنزلت: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾؛ أي: إلا أن تصلوا قرابة ما بيني وبينكم.
قوله تعالى: ﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ...﴾ الآية، سبب نزول هذه الآية: ما أخرجه الحاكم وصححه عن علي، قال: نزلت هذه الآية في أصحاب الصفة، وذلك أنهم قالوا: لو أن لنا، فتمنوا الدنيا، وأخرج الطبراني عن عمرو بن حريث مثله، وعمرو بن حريث، مختلف في صحبنه كما في "الإصابة".
التفسير وأوجه القراءة
١٩ - ﴿اللَّهُ﴾ سبحانه وتعالى: ﴿لَطِيفٌ﴾؛ أي: بر بليغ البر ﴿بِعِبَادِهِ﴾ يفيض عليهم (٢) من فنون ألطافه، ما لا يكاد يناله أيدي الأفكار والظنون، وقولنا: من فنون ألطافه يؤخذ ذلك من صيغة لطيف، فإنها للمبالغة، وتنكيره أيضًا، وقولنا: ما لا يكاد، إلخ، مأخذه مادة الكلمة، فإن اللطف إيصال النفع إلى العبد على

(١) لباب النقول.
(٢) روح البيان.


الصفحة التالية
Icon