عليه من باب ضرب وتعب يجمع على أحقاد، كحمل وأحمال، وقال عمرو بن كلثوم:

وَإنِ الضُّغْنُ بَعْدَ الضُّغْنِ يَبْدُوْ عَلَيْكَ وَيُخْرُجُ الدَّاءَ الدَّفِيْنَا
﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ﴾ أصله: لأريناكهم، نقلت حركة الهمزة إلى الراء فسكّنت ثم حذفت للتخفيف، فوزنه أفلنا. ﴿فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ﴾؛ أي: بعلامتهم التي نسمهم بها. وفي "القاموس": والسومة بالضم، والسيمة والسيماء والسيمياء بكسرهن: العلامة، وذكر في السوم. ﴿فِي لَحْنِ الْقَوْلِ﴾؛ أي: في معنى القول وفحواه ومقصده وأسلوبه، وقيل: اللحن: أن تلحن بكلامك؛ أي: تميله إلى نحو من الأنحاء، ليفطن له صاحبك كالتعريض والتورية، قال الشاعر:
وَلَقَدْ لَحَنْتُ لَكُمْ لِكَيْمَا تَفْهَمُوْا وَاللَّحْنَ يَعْرِفُهُ ذَوُو الأَلْبَابِ
فاللحن: العدول بالكلام عن الظاهر، والمخطىء لاحن؛ لعدوله عن الصواب؛ أي: لكي تفهموا دون غيركم، فإنَّ اللحن يعرفه أرباب الألباب دون غيرهم، قال في "المصباح": واللحن بفتحتين: الفطنة: وهو مصدر من باب تعب، والفاعل لحن، يتعدى بالهمزة، فيقال: ألحنته فلحن؛ أي: أفطنته ففطن: وهو سرعة الفهم، وهو ألحن من زيد؛ أي: أسبق فهمًا، ولحن في كلامه لحنًا من باب نفع: أخطأ في العربية، قال أبو زيد: لحن في كلامه لحنًا بسكون الحاء لحونًا: إذا أخطأ في الإعراب، وخالف وجه الصواب، ولحنت بلحن فلان لحنًا أيضًا: تكلمت بلغته، ولحنت له لحنًا: قلت له قولًا فهمه عنّي، وخفي على غيره من القوم، وفهمته من لحن كلامه، وفحواه ومعاريضه بمعنى، قال الأزهري: لحن القول: كالعنوان، وهو كالعلامة تشير بها فيفطن المخاطب لغرضك. اهـ. وقد كان المنافقون يصطلحون فيما بينهم على ألفاظ يخاطبون بها الرسول - ﷺ -، ظاهرها حسن ويعنون بها القبيح، كقولهم: راعنا. اهـ "كرخي".
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ﴾ أصل ﴿صدوا﴾: صددوا، أدغمت الدال في الدال، وأصل ﴿شاقوا﴾: شاققوا، أدغمت القاف الأولى في الثانية، فصار شاقوا. ﴿لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ﴾ أصله: يضرون بوزن يفعلون،


الصفحة التالية
Icon