ومنها: الطباق بين: ﴿مَا تَقَدَّمَ﴾ و ﴿مَا تَأَخَّرَ﴾ وبين: ﴿مُبَشِّرًا﴾ و ﴿نَذِيرًا﴾، وبين: ﴿بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾، وبين: ﴿نَكَثَ﴾ و ﴿أَوْفَى﴾، وبين ﴿أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا﴾ و ﴿أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا﴾، وبين: ﴿يَغْفِرُ﴾ و ﴿يُعَذِّبُ﴾.
ومنها: المقابلة بين: ﴿لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ الآية، وبين: ﴿وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ...﴾ الآية
ومنها: التعليل في قوله: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ﴾ حيث جعل تعالى فتح مكة علة للمغفرة؛ لأنَّ الفتح من حيث كونه جهادًا وعبادة سبب للغفران، وقيل: السرّ فيه: اجتماع ما عدد من الأمور الأربعة، وهي: المغفرة، وإتمام النعمة، والهداية والنصر العزيز، كأنَّه قيل: يسّرنا لك فتح مكة، ونصرناك على عدوّك لنجمع لك عزّ الدارين، وأغراض العاجلة والآجلة.
ومنها: الإسناد المجازيّ، وذلك في قوله تعالى: ﴿وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (٣)﴾ فقد أسند العزّ والمنعة إلى النصر، وهو للمنصور، فإنَّ صيغة فعيل هنا للنسبة، العزيز بمعنى ذي العزّة.
ومنها: التكرير في قوله تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ حيث قال ثانيًا: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾؛ لأنه ذكر قبل الآية الأولى ﴿وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾، ولما كان فيهم من هو أهل للرحمة، ومن هو أهل للعذاب.. ناسب أن يكون خاتمة الأولى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾. ولمّا بالغ تعالى في تعذيب المنافق والكافر، وشدته.. ناسب أن يكون خاتمة الثانية: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ فالأولى: دلّت على أنه المدبّر لأمر المخلوقات بمقتضى حكمته، والثانية: دلّت على التهديد والوعيد، وأنهم في قبضة المنتقم.
ومنها: الجناس المماثل في قوله: ﴿الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ﴾.
ومنها: الإتيان بالواو في الفعلين الأخيرين في قوله: ﴿وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ﴾ مع أنّ حقّهما الإتيان بالفاء المفيدة لسببية ما قبلها لما بعدها، إذ اللعن سبب الإعداد، والغضب سبب اللعن؛ للإيذان باستقلال كل منهما في الوعيد،


الصفحة التالية
Icon