وأصالته من غير استتباع بعضكما لبعض.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعيّة في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ﴾ حيث شبّه المعاهدة على التصريحية بالأنفس في سبيل الله طلبًا لمرضاته، بدفع السلع في نظير الأموال، بجامع اشتمال كل منهما على معنى المبادلة، واستعير اسم المشبه به للمشبّه، واشتق من المبايعة بمعنى المعاهدة: يبايعون: بمعنى يعاهدون على دفع أنفسهم في سبيل الله، على طريق الاستعارة التصريحية التبعيّة.
ومنها: الاستعارة المكنيّة في قوله: ﴿يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾ حيث شبّه اطلاع الله على مبايعتهم، ومجازاته على طاعتهم، بملك وضع يده على يد أميره ورعيّته، وطوى ذكر المشبّه به، ورمز له بشيء من لوازمه، وهو اليد، على طريق الاستعارة المكنية الأصلية، فتلخّص أنّ في هذا التركيب استعارة تصريحية تبعيّة في الفعل، ومكنية في الاسم الكريم، وتخييلية في إثبات اليد له، وفيه مشابهة في مقابلة يده بأيديهم، وقيل: الكلام على التشبيه البليغ، الأصل: كأنّ يد الله حين المبايعة فوق أيديهم، حذف أداة التشبيه؛ للمبالغة في التأكيد.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعيّة في قوله: ﴿فَمَنْ نَكَثَ﴾؛ لأنّ النكث حقيقة في نقض، نحو: الحبل والغزل وفكِّه، فاستعير لنقض العهد، فاشتق من النكث بمعنى: نقض العهد نكث، بمعنى: نقض العهد، على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.
ومنها: فنّ اللفّ في قوله: ﴿فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا﴾؛ لأنّ الأصل: فمن يملك لكم من الله شيئًا، إن أراد بكم ضرًّا، ومن يحرمكم النفع، إن أراد بكم نفعًا.
ومنها: تكرير الظنّ في قوله: ﴿وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ﴾ بعد قوله: ﴿بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ﴾ إلخ، لتشديد التوبيخ، والتسجيل عليه بالسوء.
ومنها: الإظهار في مقام الإضمار في قوله: ﴿فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا﴾؛


الصفحة التالية
Icon