الحليّ، والمراد بها هنا: حديث النفس، وما يخطر بالبال من شتى الشؤون.
﴿مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ وهو عرق كبير في العنق، وللإنسان وريدان، والوريدان: عرقان مكتنفان بصفحي العنق في مقدّمهما متصلان بالوتين، سميّا بذلك؛ لأنهما يردان من الرأس، أو لأنّ الروح تردهما، فالوريد إما بمعنى الوارد، وإما بمعنى المورود، وقال الزمشخري: وهو في القلب الوتين، وفي الظهر الأبهر، وفي الذراع والفخذ الأكحل والنَّساء، وفي الخنصر الأسيلم، وقال أيضًا: وحبل الوريد مثل في فرط القرب، كقولهم: هو منّي مقعد القابلة، ومعقد الإزار، وقال ذو الرمة:

هَلْ أَغْدُوَنْ فِيْ عِيْشَةٍ رَغِيْدِ وَالْمَوْتُ أَدْنَى لِيْ مِنَ الْوَرِيْدِ
أي: لا أكون في عيشة واسعة، والحال أنَّ الموت أقرب إلى من الوريد.
﴿قَعِيدٌ﴾؛ أي: مقاعد، كالجليس بمعنى المجالس وزنًا ومعنى، وقيل: يطلق الفعيل على الواحد والمتعدد كما في قوله: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾.
﴿عَتِيدٌ﴾؛ أي: حاضر، وفي "المصباح": عتد الشيء بالضم عتادًا بالفتح حضر فهو عند بفتحتين، وعتيد أيضًا، ويتعدى بالهمزة والتضعيف، فيقال: اعتده صاحبه وعتده: إذا أعده وهيأه، وفي التنزيل: ﴿وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً﴾.
﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ﴾ أصله: جيأ بوزن فعل، قلبت الياء ألفا لتحركها بعد فتح.
﴿تَحِيدُ﴾ أصله: تحيد بوزن تفعل، نقلت حركة الياء إلى الحاء فسكنت، فصارت حرف مدّ، من حاد عنه يحيد حيدًا من باب باع: إذا مال عنه وفرَّ وهرب.
﴿يَوْمُ الْوَعِيدِ﴾؛ أي: يوم إنجاز الوعيد والوعد، ففيه اكتفاء.
﴿سَائِقٌ وَشَهِيدٌ﴾ سائق فيه إعلال بالقلب، أصله: ساوق، قلبت الواو همزةً في الوصف حملًا له على فعله: ساق في الإعلال.


الصفحة التالية
Icon